للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، غزوة تبوك كانت في السنة التاسعة من الهجرة، وخرج إليها رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - (١)، ويأتي الكلام عليها في الصدق، وفيه حديث كعب بن مالك في تخلفه عنها، وفيه: فوائد جمة مبسوطا إن شاء اللّه تعالى.

قوله: "فقال: إن أقوامًا خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبًا ولا واديًا إلا وهم معنا" الحديث، خلفنا بإسكان اللام، والشعب بكسر الشين المعجمة هو الطريق في الجبل (٢).

وقوله: "إلا وهم معنا حبسهم العذر" أي الفقر والضعف أي من حيث استحقاق الثواب وحبسهم العذر جوابًا لقول من يقول لأي شيء يكونون معكم، قاله في شرح مشارق الأنوار.

قوله: وفي رواية أبي داود: "لقد تركتم بالمدينة قومًا ما سرتم مسيرًا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم" وفي آخره قال: "حبسهم المرض" قال النووي (٣): ففي هذه الراوية والتي قبلها فضيلة النية في الخير، وأن من نوى الغزو أو غيره من الطاعات فعرض له عذر منعه حصل له ثواب نيته وأنه كلما أكثر من التأسف على فوات ذلك وتمنى كونه مع الغزاة ونحوهم كثر ثوابه.


(١) انظر المختصر الكبير (ص ٦٧).
(٢) الكواكب الدراري (٢/ ١٧٨) و (٣/ ٢١) و (٢٣/ ١٦).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٧).