للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حره، ورأى أبو سليمان في طريق الحج في شدة البرد شيخا عليه خلقان وهو يرشح عرقا فعجب منه وسأله عن حاله فقال: إنما الحر والبرد خلقان لله عز وجل فإن أمرهما أن يغشياني أصاباني وإن أمرهما أن يتركاني، وقال: أنا في هذه البرية من ثلاثين سنة يلبسني في البرد فيحا من محبته ويلبسني في الصيف بردا من محبته، شعر، وأنشد آخر يقول:

ويحسن ظني أنني في جنابه ... وهل أحد في كنه يجد البردا

وأما من يجد البرد وهم عامة الناس فإنه يشرع لهم دفع أذاه بما يدفعه من لباس وغيره وقد امتن الله تعالى على عباده بأن خلق لهم من أصواف بهيمة الأنعام وأوبارها ما فيه دفء لهم ومنافع ومنها يأكلون قال الله تعالى: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا} (١) الآية، ذكره في كتاب اللطائف (٢).

٩٣٨ - وَعَن أبي عُبَيْدَة - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ عبد الله إِنَّه مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة لقد أعد الله للَّذين تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجع مَا لم ترَ عين وَلم تسمع أذن وَلم يخْطر على قلب بشر وَلا يُعلمهُ ملك مقرب وَلا نَبِي مُرْسل قَالَ وَنحن نقرؤها {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (٣) الآيَة رَوَاهُ الْحَاكم وَصَححهُ (٤)


(١) سورة النحل، الآية: ٨٠.
(٢) اللطائف (ص ٣٣٠).
(٣) سورة السجدة، الآية: ١٧.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٤٥٠٣) و (٣٤٥٦٨)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢١٢ رقم ٩٥٣٩)، والحاكم (٢/ ٤١٤). وصححه الحاكم ووافقه الذهبى. وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٩٠: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (٣٧١).