موجب لرضى الرب ومباهاة الملائكة، ففي شدة البرد يتأكد ذك، وفي حديث عطية عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله يضحك إلى ثلاثة نفر، رجل قام من جوف الليل فأحسن الطهور ثم صلى" قال أبو سليمان: كنت في ليلة باردة في المحراب فأقلقني البرد فخبأت إحدى يدي من البرد وبقيت الأخرى ممدوة فغلبتني عيني فهتف بي هاتف يا أبا سليمان قد وضعنا في هذه ما أصابها ولو كانت الأخرى ما فيها، قال: فآليت أن أدعو إلا ويداي خارجتان حرا كان أو بردا" وفي الحديث الصحيح أن ابن عمر رأى في منامه كأن آتيا أتاه فانطلق به إلى النار حتى رأها ورأ فيها رجالا يعرفهم معلقين بالسلاسل فأتاه ملك فقال له: لن ترع لست من أهلها فقص ذلك على أخته حفصة فقصته حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" فكان ابن عمر لا ينام بعد ذلك من الليل إلا قليلا" ورأى بعض السلف خياما ضربت فسأل لمن هي؟ فقيل: للمتهجدين بالقرآن فكان بعد ذلك لا ينام [بياض بالأصل] شعر [بياض بالأصل]:
فما لي بعيد الدار لم أقرب الحمى ... وقد نصبت للسائرين خيام
علامة طرب طول ليلى نائم ... وغيري يرى أن المنام حرام
ومن الصالحين من كان يلطف به في الحر والبرد كما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه - أن يذهب عنه الحر والبرد فكان - رضي الله عنه - يلبس في الشتاء ثياب الصيف وفي الصيف ثياب الشتاء ولا يجد حرا ولا بردا، كان بعض التابعين يشتد عليه الطهور في الشتاء فدعا الله عز وجل فكان يؤتى بالماء في الشتاء وله بخار من