قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر" وفيه: تنبيه على أن آخر الليل للصلاة والدعاء والاستغفار وغيرها من الطاعات أفضل من أوله والله أعلم.
٩٣٤ - وَعَن عبد الله بن مَسْعُود - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مَا خيب الله امْرأ قَامَ فِي جَوف اللَّيْل فَافْتتحَ سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الأوْسَط وَفِي إِسْنَاده بَقِيَّة (١).
قوله: وعن عبد الله بن مسعود، تقدم الكلام على عبد الله بن مسعود.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران" قرأ بهما في قيامه.
تنبيه: وقد اختلف العلماء هل خلق الله عز وجل الليل قبل النهار أو النهار قبل الليل على قولين أصحهما أن الليل أسبق لأن النهار من ضوء الشمس.
٩٣٥ - وَعَن أبي الدَّرْدَاء - رضي الله عنه - عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ثَلَاثَة يُحِبهُمْ الله ويضحك إِلَيْهِم ويستبشر بهم الَّذِي إِذا انكشفت فِئَة قَاتل وَرَاءَهَا بِنَفسِهِ لله عز وَجل فإمَّا أَن يقتل وَإِمَّا أَن ينصره الله عز وَجل ويكفيه فَيَقُول انْظُرُوا إِلَى عَبدِي هَذَا كيفَ صَبر لي بِنَفسِهِ وَالَّذِي لَهُ امْرَأَة حَسَنَة وفراش لين حسن فَيقوم من اللَّيْل فَيَقُول يذر شَهْوَته ويذكرني وَلَو شَاءَ رقد وَالَّذِي إِذا كَانَ فِي سفر وَكَانَ مَعَه ركب
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٢١٤ - ٢١٥ رقم ١٧٧٢). قال الهيثمي في المجمع ٢/ ٢٥٤: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام وهو ثقة مدلس. وضعفه الألباني في الضعيفة (٤٤٤٠) وضعيف الترغيب (٣٧٠).