قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته فإن الملاتكة تصلي بصلاته وتستمع لقراءته" الحديث، قال الشيخ أبو الفتح بن سيد الناس: وهذا الذي ذكره في الحديث من أمر الملائكة والجن يقتضي ترجيح الجهر، وقد ثبت في الصحيح ما يؤيده من حديث خيثمة، فينبغي أن لا يخل بصلاة الليل وإن قلت: يستحب لمن قام يتهجد أن يوقظ من يطمع في التهجد إذا لم يخفف ضررا، والصح في نوافل الليل التوسط بين الجهر والإسرار، وقال المتولي: يستحب فيها الجهر إلا إذا كان عنده مصلون أم نيام يشوش عليهم فيسر، ويستثنى التراويح فيجهر فيها، وروي أن أبا بكر - رضي الله عنه - كان يخفي صوته بالقراءة في صلاته ويقول: أنا أناجي ربي عز وجل وقد علم حاجتي وكان عمر - رضي الله عنه - يرفع صوته ويقول: أنا أزجر الشيطان وأوقظ الوسنان فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}(١) فأمر أبا بكر أن يرفع صوته قليلا، وعمر أن يخفض صوته قليلا، وأما الحديث الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار" فقال ابن الصلاح: إنه موضوع ظنه ثابت بن موسى الزاهد حديثا فأسنده وإنما هو من كلام السلف، وقال في البحر: أراه به في نهار يوم القيامة، أ. هـ والله أعلم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور ويهتدي بها أهل السماء كما يهتدي بالكوكب الدري في لجج البحار وفي الأرض القفر"