للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لفظ ابن عمر قال: حدثتني حفصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ركعتين خفيفتين في بيته بعد ما يطلع الفجر (١)، ففيه دليل على استحباب أداء السنة في البيت فما هو فرض إظهاره أولى ما هو تطوع إخفاؤه أولي، وفي زماننا إظهار السنة الراتبة أولى ليتعلمها الناس ولا تندرس [ولأنه لو رأى الناس واحدا يصلي الفريضة في المسجد ولم يروه يصلي السنة اتهموه] ويظنوه تاركًا للسنة أ. هـ قاله في شرح المصابيح (٢) وجمهور العلماء على استحباب الراتبة في البيت كغيرها من النوافل، وسواء الليلية والنهارية عندهم، قال جماعة من السلف: الراتبة في المسجد أفضل وقال مالك والثوري: الأفضل فعل النهارية في المسجد والليلية في البيت أخذا بحديث ورد بذلك (٣)، قال النووي في شرح مسلم (٤): قال أصحابنا وغيرهم: واختلاف الأحاديث في أعداد النوافل محمول على توسعة الأمر فيها وأن لها أقل وأكمل فيحصل أصل السنة بالأقل وهو الراتب المؤكد ولكن الاختيار فعل الأكثر الأكمل وهذا كما في اختلاف أحاديث الضحى وكما جاء في أحاديث الوتر فجاءت فيها كلها أعداد بالأقل والأكثر وما بينهما ليدل على أقل المجزئ في تحصيل السنة وعلى الأكمل والأوسط (٥)، أ. هـ.


(١) أخرجه البخاري (١١٧٢، ١١٧٣) و (١١٨٠، ١١٨١)، والترمذي (٤٣٣ و ٤٣٤).
(٢) المفاتيح (٢/ ٢٥١).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٩).
(٤) شرح النووي على مسلم (٦/ ٩).
(٥) شرح النووي على مسلم (٦/ ٩).