قوله:"فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك" بضم الهاء وذلك إشارة إلى رفع البصر.
قوله:"أو لتخطفن أبصارهم" هو بفتح الفاء وأو هنا للتخير وهو خبر في معنى الأمر والمعنى ليكونن منكم الانتهاء عن الرفع أو خفض الأبصار عند الرفع من الله تعالى والخطف استلاب الشيء وأخذه بسرعة يقال خطف الشيء يخطفه واختطفه يختطفه ويقال خطف يخطف وهو قليل ومنه حديث أحد "إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا" أي تستلبنا وتطير بنا وهو مبالغة فلا الهلاك ومنه حديث الجن "يختطفون السمع" أي يسترقونه ويستلبونه قاله في النهاية.
قال القاضي عياض: واختلفوا في كراهية رفع البصر إلى السماء في غير الصلاة فكرهه شريح وآخرون وجوزه الأكثرون وقالوا لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة فلا يكره رفع الأبصار إليها كما لا يكره رفع الأيدي إليها في الدعاء قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)} (١) وقال الإمام الغزالي في الإحياء: يستحب أن يرمق بصره إلى السماء في الدعاء بعد الوضوء.
٧٨١ - وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَرفعُوا أبصاركم إِلَى السَّمَاء فتلتمع يَعْنِي فِي الصَّلَاة"رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير