للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من الوحي قبل جبريل -عَلِيْهِ السَّلَام- فقد ثبت بالطرق الصحيحة عن عامر بن شراحبيل الشعبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكل به إسرافيل - صلى الله عليه وسلم - فكان يترائي له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة والشيء من الوحي ثم وكل به جبرائيل - صلى الله عليه وسلم - فجاءه بالقرآن والوحي ووقع لبعضهم أنه ميكائيل - صلى الله عليه وسلم - ومن قال ذلك قال لم ينزل عليه قرآن معهما والمشهور أن جبرائيل -عَلِيْهِ السَّلَام- ابتدئ بالوحي إن الرؤيا لما كانت لنبي فهو وحي وإن كانت لغيره فليست وحيا وذكر بعضهم أن مدّة الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرؤيا قبل الوحي إليه لمجيء الملك إليه ستة أشهر وجعل هذا توجيها لقوله - صلى الله عليه وسلم - "إن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" لأن مدة حياته - صلى الله عليه وسلم - بعد النبوة ثلاث وعشرون سنة فنصف سنة هي جزء من ستة وأربعين جزءا وهذا محتمل قال السهيلي فهذه السبع صور في كيفية نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أر أحدا جمعها هذا الجمع ذكره في الروض الأنف على سيرة ابن هشام (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أعلم" أي تتمنى الملائكة أن يفعلوا مثل فعل بنو آدم من الخصال التي ترفع الدرجات وتقدم معنى الاختصام في حديث تقدم والملأ الأعلى هم أكابر الملائكة المقربون والمراد جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم الصلاة والسلام (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فوضع يده بين كتفي"، والمراد الإحسان الذي به خصه في


(١) الروض الأنف (٢/ ٣٩٣ - ٣٩٦).
(٢) النهاية (٤/ ٣٥١).