أنفسكم" أي قوموا إلى الصلاة فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم أي من الذنوب التي فعلتموها. قوله: فإذا حضرت العصر أي جاء وقت فعلها، ويقال حضرت بفتح الضاد المعجمة وكسرها لغتان مشهورتان الفتح أشهر.
قوله: في آخر الحديث فمدلج في خير ومدلج في شر المدلج وهو المسافر أول الليل والله أعلم.
٥٣٠ - وَعَن طَارق بن شهَاب أَنه بَات عِنْد سلمَان الْفَارِسِي - رضي الله عنه - لينْظر مَا اجْتِهَاده قَالَ فَقَامَ يُصَلِّي من آخر اللَّيْل فَكَأَنَّهُ لم ير الَّذِي كَانَ يظنّ فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ سلمَان حَافظُوا على هَذِه الصَّلَوَات الْخمس فَإِنَّهُنَّ كَفَّارَات لهَذه الْجِرَاحَات مَا لم تصب المقتلة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير مَوْقُوفا هَكَذَا بِإِسْنَاد لا بَأْس بِهِ وَيَأْتِي بِتَمَامِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى (١).
قوله: عن طارق بن شهاب هو أبو عبد الله طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سملة الكوفي البجلي الأحمسي بالحاء والسين المهملتين منسوب إلى أحمس بن الغوث بن أنمار أدرك الجاهلية، وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغزا في زمن أبي بكر وعمر ثلاثًا وثلاثين أو ثلاثًا وأربعين غزوة، وروى عن الخلفاء الأربعة وابن مسعود وسلمان وخالد وأبي موسى وحذيفة، وروى عنه
(١) أخرجه عبد الرزاق (١٤٨) و (٤٧٣٧) ومن طريقه الطبراني في الكبير (٦/ ٢١٧ رقم ٦٠٥١) وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٨٩ - ١٩٠)، وأبو داود في الزهد (٢٥٦). وقال الهيثمي في المجمع (١/ ٣٠٠): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٦٠) و (٦٣٣).