للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: عن أبي هريرة، تقدم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت ولم يسمه مسجدا" الحديث، أراد - صلى الله عليه وسلم - بالبيت القصر، يقال: هذا بيت فلان أي قصره وداره وشرفه (١) مثل بيت خديجة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قصب لا صخب فيه ولا نصب" يريد من قصب الزمرد والياقوت، قال أهل العلم واللغة: القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف واسع كالقصب المنيف والصخب اختلاط الصوت والنصب التعب، فنفى عنه النصب والصخب لأنه ما من بيت في الدنيا سكنه قوم إلا كان بين أهله صخب وجلبة وإلا كان في بنائه وإصلاحه نصب وتعب، فأخبر أن قصور أهل الجنة خالية عن هذه الآفات (٢)، انتهى.

ففي الحديث الذي ورد في فضل خديجة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، قد رواه الخطابي مفسرا، وقال فيه: قالت خديجة يا رسول الله: هل في الجنة قصب؟ قال: "إنه قصب من لؤلؤ مجبأة" أي: مجوفة، قال: وتكلم أصحاب المعاني على هذا الحديث وقالوا:


= وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان بن داود، تفرد به: سعيد بن سليمان، ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. قال الهيثمي في المجمع ٢/ ٨: رواه الطبراني في الأوسط والبزار خلا قوله: من در وياقوت، وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف. وضعفه الألباني جدًّا في ضعيف الترغيب (١٨٠).
(١) النهاية (١/ ١٧٠).
(٢) أعلام الحديث (٢/ ٩١١) وشرح المشكاة (١٢/ ٣٩٢٠ - ٣٩٢١).