أحدها جيد وابن حبان في صحيحه (١) بنحوه إلا أن عنده الرجلين معاذ بن جبل وأبا موسى وهو كذلك في بعض روايات الطبراني وهو المعروف وقال ابن حبان في حديثه فقال معاذ -رضي اللَّه عنه- بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه قد عرفت منزلتي فاجعلني منهم قال أنت منهم. قال عوف بن مالك وأبو موسى يا رسول اللَّه قد عرفت أنا تركنا أموالنا وأهلينا وذرارينا نؤمن باللَّه ورسوله فاجعلنا منهم قال أنتما منهم. قال فانتهينا إلى القوم فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فقال القوم يا رسول اللَّه اجعلنا منهم فقال أنصتوا فأنصتوا حتى كأن أحدا لم يتكلم فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هي لمن مات لا يشرك باللَّه شيئا.
قوله:"وعن عوف بن مالك"، مات عوف هذا بالشام سنة ثلاث وسبعين. قوله رضي اللَّه تعالى عنه:"سافرنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سفرا حتى إذا كان في الليل أرقت عيناي"، الأرق هو السهر، وقد أرقت بالكسر أي سهرت. قوله:"وأرى وقع كل شيء في نفسي"، أُرى بضم الهمزة ومعناه أظن، ووقع الشيء حسنه،. . . قوله رضي اللَّه تعالى عنه:"فقلت لآتين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلأكلأنه الليلة"، الحديث، أكلؤه أي أحفظه وأحرسه، قوله رضي اللَّه تعالى عنه:"حتى خرجت من العسكر فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد"، أي قصدت ذلك السواد. قوله رضي اللَّه تعالى عنه:"فخرجت أتخلل"، أي يصيرون خلالها بينها ووسطها، ومنه قوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ