الخطاب ومن كلامه: اطلبوا العلم فإن عجزتم فأحبوا أهله فإن عجزتم فلا تنقصوهم. وقال: وقيل للذي لا يعلم مرة ولو شاء علمه وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات. ومن كلامه أيضًا: إياكم ودعوة اليتيم والمظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام وما تصدق مؤمن بصدقة أحب من موعظة يعظ بها قوما فيفترقون قد نفعهم اللَّه بها. ومن كلامه أيضًا ولعله شعر: ابن آدم [طئ] الأرض [بقدمك] فإنها عن قليل [قبرك] وإنما أنت أيام فكلما ذهب بعضك. وقيل لأبي [الذر]: ما لك لا تشعر فإن الأنصار يشعرون؟ فقال [رضي اللَّه تعالى عنه]:
يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى اللَّه إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّه خير ما استفادا
وتقدم الكلام على بعض مناقبه رضي اللَّه تعالى عنه. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي" الحديث في ذكر ذلك تعديد للفضائل التي خص النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بها دون سائر الأنبياء وهذا من التحدث بنعمة ربه تعالى. قال اللَّه تعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}(١)، وليس ذلك من -إلى هنا انتهى اللوح ٢٠٢ - باب التطاول على الناس فإن العبد إذا نظر إلى نفسه [محتقر] وإذا نظر إلى ربه [مفتخر] وفي [ذكره] لذلك فوائد أخرى منها: إعلام الأمة بعظيم منزلته عند اللَّه تعالى وهذا نظير قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنا سيد ولد آدم ولا فخر أي ولا فخر أكمل من ذلك. قيل: تكلم بذلك لتعرف [لأمة] منزلته. قاله أبو محمد النيسابوري. وقيل: قال ذلك للتحدث [بنعمة] ربه. وقيل قال ذلك