للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعضا ومعنى الحديث أن لكل نبي دعوة متيقنة الإجابة وهو على يقين من [إجابته]، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها وبعضها [مجاب] وبعضها لا يجاب، وهذا القول رجحه النووي وذكر القاضي عياض أنه يحتمل أن يكون المراد لكل نبي دعوة لأمته كما جاء في هذا وغيره.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيام. في هذا حديث بيان كمال شفقة النبي صلى اللَّه عليه وسلم على أمته ورأفته واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة، فأخرّ صلى اللَّه عليه وسلم دعوته لأمته إلى أهمّ أوقات [حاجتهم].

فائدة: قال القاضي عياض (١): مذهب أهل السنة جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعا بصريح قوله عز وجل: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩) (٢).

وقوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (٣) وأمثالها من الآيات كثيرة. وبخبر الصادق -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين وأجمع السلف ومن بعدهم من أهل السنة عليها ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة من ذلك وتعلقوا بمذاهبهم في تخليد المذنبين في النار، واحتجوا بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ


(١) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٦٥) شرح النووي على مسلم (٣/ ٣٥).
(٢) سورة طه، الآية: ١٥٩.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٢٨.