للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحديث. واعلم أن سيد المرسلين [والأولين] والآخرين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- له ثلاثة مواطن لا يدع الوقوف عليها لعظم أمرها وشدة هولها، وقد جاء بذلك حديث أنس هذا فانظر رحمك اللَّه تعالى ما أشد شفقة نبيك -صلى اللَّه عليه وسلم- على أمته يقف في هذه المواطن المهولة خوفا على أمته ويناجي ربه يا رب أمتي أمتي فهو رءوف رحيم حريص علينا من أن نُردي أنفسنا في النار ولم يزل هذا دأبه في الآخرة والأولى يدعو اللَّه بالرفق والرحمة، اهـ، ذكره الشيخ تقي الدين الحصني.

فائدة: اختلف في الميزان والحوض أيهما قبل [الآخر. فقيل: الميزان قبل وقيل: الحوض. قال أبو الحسن القابسي: والصحيح أن الحوض قبل] (١).

قال الإمام القرطبي (٢): والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشا [من] قبورهم كما ذكر فيقدم قبل الميزان والصراط واللَّه أعلم، ففي البخاري عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت إلى أين قال إلى النار واللَّه، قلت ما شأنهم؟ الحديث، تقدم قريبا في الباب. قال القرطبي (٣) فهذا الحديث مع صحته أدل دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط لأن الصراط جسر مضروب على جهنم ممدود يجاز عليه فمن جازه


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٧٠٣).
(٣) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٧٠٢).