للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدا عند الميزان حتى يعلم أيخفّ ميزانه أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم وراء ظهره وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز"، الحديث. هذا الحديث يشتمل على ثلاث فوائد. الفائدة الأولى في الميزان: فإن قيل الميزان حق. قيل نعم هي حق ولا يكون في حق كل أحد بدليل قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: فيقال يا محمد أَدخِل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن.

وقوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} (١) الآية، وإنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملا صالحًا وآخر سيئًا وقد يكون للكافرين. وقال أبو حامد: والسبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب لا ترفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفًا وإنما هي براءة مكتوبة لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، هذه براءة فلان بن فلان قد غفر له وسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا فما مرّ عليهم شيء أسرّ من ذلك اليوم.

قلت: وقد روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيؤتون أجرهم بالموازين ويؤتى بأهل الصيام فيوفون بالموازين، فذكر الحديث إلى أن قال: ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان حتى أن أهل العافية ليتمنّون في الموقف أن


(١) سورة الرحمن، الآية: ٤١.