للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٥٤٨٤ - وعن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول وهو بين ظهراني أصحابه إني على الحوض انظر من يرد علي منكم فواللَّه ليقتطعن دوني رجال فلأقولن أي رب من أمتي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم. رواه مسلم (١) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

قوله: "وعن عائشة" تقدم الكلام على فضائلها. قولها: "سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول وهو بين ظهراني أصحابه: إني على الحوض أنتظر من يرد عليّ منكم" معنى ظهراني أصحابه قال الأصمعي وغيره: يقال: بين ظهرانيهم وظهريهم، ومعناه: بينهم وبين أظهرهم. وقال غيره: العرب تضع الاثنين موضع الجميع قوله: "فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، مازالوا يرجعون على أعقابهم" أي راجعين إلى الكفر كأنهم رجعوا إلى ورائهم، قاله في النهاية (٢). قال القاضي عياض (٣): هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أصحاب الردة ولهذا قال فيهم سحقا سحقا ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم. قال: وقيل هؤلاء صنفان: أحدهما عصاة مرتدون عن الاستقامة لا عن الإسلام وهؤلاء مبدِّلون للأعمال الصالحة بالسيئة والثاني مرتدون إلى الكفر حقيقة ناكصون على أعقابهم واسم التبديل يشمل الصنفين، واللَّه أعلم. وعنها تقدم الكلام عليها.


(١) صحيح مسلم (٢٨) (٢٢٩٤).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٢٦٨).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٦٤).