للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ريح ذكية من طيب ونتن. يقال: مسك أذفر بيّن الذفر. الكوثر هو نهر في الجنة، قاله أنس بن مالك، ومعناه الخير الكثير، قاله مجاهد. وقالت عائشة: هو نهر في الجنة ليس أحد يُدخل أصبعيه في أذنيه إلا يسمع خرير ذلك النهر لشبه الخرير بالذي يسمعه حين يدخل أصبعيه في أذنيه. وجاء في التفسير أن الكوثر القرآن والنبوءة والكوثر في غير هذا الرجل الكثير العطاء، قاله في النهاية (١). قوله: "فإذا مسكة ذفرة" أي طيب الريح، والذفر بالتحريك يقع على الطيب والكريه ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به، قاله في النهاية (٢) أيضًا. فأما [الكوثر] (٣) الذي أعطيه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذلك [مما] خص به في الجنة. [ففي] البخاري عن أنس بن مالك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر في الجنة حافتاه الدر المجوف. قلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك. فإذا طينه مسك. قوله: "حافتاه الدر المجوف" وفي رواية: حافتاه الياقوت المجيب. وفي سنن أبي داود: المجيب أو المجوف بالشك. وفي معا لأصحابهم [السنن]: المجيب أو المجوف بالباء فيهما على الشك. وقال معناه الأجوف. وقوله: "بينا أنا أسير في الجنة" أي ليلة المعراج. قوله: "حافتاه" أي طرفاه، وفي حديث: قباب الدر جمع قبة. قوله: "وعن عتبة بن عبد السلمي" هو أبو الوليد، عتبة بن عبد السلمي. وقال


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٢٠٨).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٦١).
(٣) هكذا في الأصل -وهو الصواب-، والمثبت في النسخة الهندية: (الكثرة) ولعله سبق قلم.