٢١٤٦ - حدثنا الحسين بن علي، ثنا الهيثم بن خالد، ثنا حفص بن عمر أبو إسماعيل الأُبلي، ثنا شعبة، ومسعر، قالا: ثنا أبو عون الثقفي، عن أبي صالح الحنفي، قال: سمعت عليًا - رضي الله عنه - يقول على المنبر: سَلُونِي عمّا شئتم، فقال له رجل يُقالُ له ابن الكواء: يا أمير المؤمنين، ما تقول في الأختين يتخذهما الرّجُل؟ فقال له علي - رضي الله عنه -: إنك لذهّابٌ في التيه، سَل عما يعنيك ولا تسأل عما لا يعنيك، فقال له ابن الكواء: يا أمير المؤمنين إنما نسألك عما لا نعلم، فأما ما نعلم فلا نسألك عنه، فقال له علي - رضي الله عنه -: حرمتهما آية من كتاب الله تعالى - وأراه قال: وأحلتهما آية إنه قوله تعالى: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}[النساء: ٢٣]، وقوله تعالى:{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[النساء: ٣٦]، فقال له ابن الكواء: فما تقول في ابنة الأخ من الرضاعة، أيتزوجها الرجل؟ قال: لا إني كنت أخرجت ابنةَ حمزة بن عبد المطلب من بين مُشركي مكة على خوف شديد وغزو شديد، فأتيت بها المدينة، فعرضتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له حالها وجمالها وهيبتها وحُسن خُلِقها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنها لا تحل لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة"(١).
[باب خطبة الحاجة]
قال في شعبة:
٢١٤٧ - حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، ثنا أبو الحسن بن المثنى، ثنا عفان ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، وأبي الأحوص - وهذا حديث أبي عبيدة - عن عبد الله، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلّمَنا خُطبة من خطبة الحاجة، وخطبة الصلاة: الحمد لله - أو إن الحمد لله - نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. ثم يقرأ هذه الثلاثة الآيات:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ١٠٢]،