للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عند منتهى طرفها حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة، ويأمر الله أطيارها على أشجارها يجاوبن الحور العين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نموت، إنا أزواج كرام لكرام، طبنا لهم وطابوا لنا، قال: وبأمر الله بكثبان من المسك الأذفر فينثرها عليهم فتقول الملائكة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: ٢٤] ثم تحفهم ريح يقال لها: المثيرة، ثم تقول الملائكة: ربنا قد جاء القوم، فيقول ربنا - عز وجل -: مرحبًا بالطائعين، مرحبًا بالصادقين، فقال: ادخلوها {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} قال: ويكشف الحجاب، فينظرون إلى الله تعالى وينظر إليهم، فينصرفون في نور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضًا، وبقول الله: ارجعوا إلى منازلكم، فيرجعون إلى منازلهم بالتحف وقد أبصر بعضهم بعضًا" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فذلك قول الله عز وجل: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: ٣٢] قال ابن أبي الشوارب في حديثه: "لا يزال الله ينظر إليهم وينظرون إليه، ولا يلتفتون إلى نعيمهم، ما داموا ينظرون إلى الله تعالى حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم" (١).

٤٤٠٥ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن شعيب النسائي، ثنا محمد بن رافع (ح).

وحدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حفص المعدل، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا شعيب بن أيوب، قالا: ثنا مصعب بن المقدام، ثنا داود الطائي، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم، قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا أبا القاسم، تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ قال: "نعم، والذي نفسي بيده، إن الرجل ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب، والجماع والشهوة" قال: فإن الذي يأكل يكون له الحاجة، والجنة طيبة ليس فيها أذى، قال: "حاجة أحدهم عرق يخرج كريح المسك فتضمر بطنه" (٢).

زاد محمد بن رافع "الجماع والشهوة".


(١) أخرجه ابن ماجة (١٨٤)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٠٣٩)، والبزار كما في مجمع الزوائد (٧/ ١٠١)، وقال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو ضعيف.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٥/ ٢٠٠)، والحاكم (١/ ١٣)، وانظر مجمع الزوائد (١٠/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>