الْحسن من غير قصد الجمعية ومضاهاه لأهل عَرَفَة وإيهام الْعَوام إِن هَذَا شعار من شَعَائِر الدّين وَالْمُنكر إِنَّمَا هُوَ مَا اتّصف بذلك وَالله أعلم على أَن تَعْرِيف ابْن عَبَّاس قد صَار على صُورَة أُخْرَى غير مستنكر ذكر مُحَمَّد بن قُتَيْبَة فِي غَرِيبَة قَالَ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس ان الْحسن ذكره فَقَالَ كَانَ أول من عرف بِالْبَصْرَةِ صعد الْمِنْبَر فَقَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وفسرهما حرفا حرفا
قلت فتعريف ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا كَانَ على هَذَا الْوَجْه فسر للنَّاس الْقُرْآن فَإِنَّمَا اجْتَمعُوا لاستماع الْعلم وَكَانَ ذَلِك عَشِيَّة عَرَفَة فَقيل عرف ابْن عَبَّاس بِالْبَصْرَةِ لِاجْتِمَاع النَّاس لَهُ كاجتماعهم الْموقف وَقد وضحت ذَلِك أَيْضا فِي تَرْجَمَة عبد الله بن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا فِي كتاب التَّارِيخ الْكَبِير وعَلى الْجُمْلَة فَأمر التَّعْرِيف قريب إِلَّا إِذا جر مفْسدَة كَمَا ذكره الطرطوشي فِي التَّعْرِيف بِبَيْت الْمُقَدّس (وَقد قَالَ الْأَثْرَم) سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن التَّعْرِيف فِي الْأَمْصَار يَجْتَمعُونَ يَوْم عَرَفَة فَقَالَ أَرْجُو أَن لَا يكون بِهِ بَأْس قد فعله غير وَاحِد الْحسن وَبكر وثابت وَمُحَمّد بن وَاسع كَانُوا يشْهدُونَ الْمَسْجِد يَوْم عَرَفَة
وَفِي رِوَايَة قَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ إِنَّمَا هُوَ دُعَاء وَذكر لله فَقيل لَهُ تَفْعَلهُ أَنْت قَالَ أما أَنا فَلَا ذكره الشَّيْخ من موفق الدّين فِي كِتَابه الْمُغنِي
٨ - فصل فِي بِدعَة النّصْف من شعْبَان
فَأَما الألفية فَصَلَاة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سميت بذلك لِأَنَّهَا يقْرَأ فِيهَا قل هُوَ الله أحد ألف مرّة لِأَنَّهَا مائَة رَكْعَة فِي كل رَكْعَة يقْرَأ الْفَاتِحَة مرّة وَبعدهَا سُورَة الْإِخْلَاص عشر مَرَّات وَهِي صَلَاة طَوِيلَة مستثقلة لم يَأْتِ فِيهَا خير وَلَا أثر إِلَّا ضَعِيف أَو مَوْضُوع وللعوام بهَا افتتان عَظِيم وَالْتزم بِسَبَبِهَا كَثْرَة الوقيد فِي جَمِيع مَسَاجِد الْبِلَاد الَّتِي تصلي فِيهَا وَيسْتَمر ذَلِك كُله وَيجْرِي فِيهِ الفسوق والعصيان واختلاط الرِّجَال بِالنسَاء وَمن الْفِتَن الْمُخْتَلفَة مَا شهرته تغني عَن