تفسير: وأبر أي زد. وتأبر: تلدغ بلسانك، من قولهم أبرته العقرب إذا لدغته. فلا تبر: من البوار وهو الهلاك. في برتك: أي في مثل برة الناقة وهي خلقة من فضةٍ أو صفرٍ أو حديدٍ، وإذا كان من خشبٍ فهو عران وخشاش، وإذا كان خيطاً من شعرٍ أو نحوه فهو خزامة. والغطشات: المظلمات.
رجع: أين أكون، بعد البيت المسكون، احل بالصعيد، لا أشعر بمجمعٍ ولا عيدٍ، وذلك منزل المنفرد الغريب، والله مونس المستوحشين. بئس المرء أنا فإن لقيت أمراً بيساً، فلا يبدين وجهي تعبيساً، وقع الفند، على أي هندٍ، كم من راقصةٍ، بين فيد وواقصة، يجتثها بالسوط رجل، هو إلى المنية عجل، والله العالم بمنقلب الآئبين. كم منقطع منه الرجاء، ترجع إليه وتجاء، والله محقق رجاء الراجين. أنا المتأخر، المدخر، تأخرت عن الإنعام، وأدخرت طعاماً للعام، والله رازق المتكلين. لقى أوس، رجلاً من دوسٍ، فأعترضه بقوسٍ، فانصرف من الخائبين. وطمع أويس، في الوليد ذي الحيس، لقيه يسير بغنمٍ مياسير، فوجد ما أراد، وربك موفق الواجدين. نجت العير، وتخلف بعير، والله راعي المتخلفين. إذا غدر السجير، فبمن تستجير! وبكاؤك على نفسك أولى من بكائك على العرصات. غاية.
تفسير: يقال أمر بيس وبئيس إذا كان شديداً. الفند: القطعة من الجبل. وفيد وواقصة: موضعان في طريق مكة من العراق. والأوس الذئب. وأويس أيضاً. والحيس: تمر وأقط ولبن، وهو من أطيب طعام العرب ويخص به الأطفال المكرمون. قال الأصمعي: قال لي الرشيد: فطمت على الحيس ربما جعل فيه زبد. وأيسرت الغنم: فهي مياسير: إذا نتج أكثرها، ويسرت أيضاً. والسجير: الصديق.
رجع: ما أفلت من ضارٍ، الوحشى بإحضارٍ، إنما ذلك بقضاء منقذ السالمين. صاحب الطليل، في الظل الظليل، كأنه أو ساسان. أكلة في اليوم، راحة من اللوم. ومن للأحص، بالشحص، والعارية، بالأطمار الموارية! شغل قلب الصعلوك، عن قلب الهلوك، والقدر يضع المسد، في أعناق ليوث المسد، فأرزفنا رب خير ما رزقته الحائفين. أيها العود البارك شر عقالٍ، ما كان بذوات الصقال، وأبأس هجارٍ، ما كان بدمٍ جارٍ، فأحمد خالقك، أنت في الربل، وعقالك من حبلٍ، فلا ترين في الشاكين. هل بالعدان، من سعدانٍ، إن شاء ربك فهو كثير، ما بن اليعضيد، من لي نضيدٍ؛ فإنه ينهدم، بالسير المردم، وربك باعث السائرين. فاز المحقور، بالشقور، ورضى الصغير، بالوغير. الكافر تأبق، وأحمد أمره من سبق، فأورد قلاصه خضر القلصات. غاية.
تفسير: الطيل: الحصير. والأحص ها هنا: الذئب الذي قد أنحص وبره. والشحص: ردئ المال. والقلب: السوار. والهلوك: الفاجرة. والمسد: موضع معروف بكثرة الأسد قريب من مكة؛ قال أبو ذؤيبٍ:
ألفيت أغلب من أسد المسد حدي ... د الناب أخذته عفر فتطريح
والعدان: ساحل البحر وهو أيضاً موضع بعينه. والربل: نبت ينبت في آخر الصيف بالندى. والمردم: الدائم من كل شيء. والشقور: الحوائج التي تعرض في النفس، ويقال دققت له شقورى أي حدثته ما في نفسي. والوغير: لبن يحمى بالرضف؛ وإنما سمى المستوغر السعدي بقوله:
ينش الماء في الربلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوعير
وتأبق: تفعل من الإباق. والقلصات: جمع قلصةٍ وهي جمة البئر؛ يقال قلص الماء إذا إرتفع وهو من الأضداد؛ قال الراجز:
يا ريها اليوم على قلاص ... قد جم حتى هم بانقياص
رجع: رب قلاصٍ، خشيت من لا صٍ، أطالت الأزر، ولم تعد في الجزر، فأستر مولاي نساء الصالحين. كرهت الظبية، وقوه الغبية، وبها نبت الحلب، ودر من صرتها الحلب، لواهنٍ، سدك بالمداهن، تعالى من خار لعباده وهم للخيرة كارهون. أهل الأرب، من العرب، والقروم، من آل الروم، كأنهم خرس، عند الفرس. فسبحان من جعل لكل أمة لسناً هي بلغة المتكلمين. أعوذ بك رب من جدٍ أحتلب الصأب، من ذات العصاب، وإجتنى المقر، من النخلة الموقر، ومن عند الخالق سعد المجدود ين. كم أنقض وأتق، وقد رزقت مالا أستحق، فجل رازق المحرومين. لولا البر الفأرة ثم حلف مولٍ أن مسكنى لا بر فيه لخشيت أن يحسب من الصادقين. ومن نظر عن شحطٍ لم تزل الجفون منه غمصات غاية.
تفسير: القلاص ها هنا: النساء. والقلوص يكنى بها عن المرأة؛ قال الشاعر:
ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدًى لك من أخي ثقةٍ إزارى