رجع: وإن كانت صفرة البهار من خوف الموت فهي تشعر إذا دنا منها الجانون؛ وإن كانت صفرتها غريزة فلا بالة لها أفتك الجاني بأختها أم بالشيحة؛ وعظم عفو اله خطراً. ولو ظن الحرباء أن أم حبينٍ تحمله على عشوةٍ لطلقها بغير استثناءٍ، ولا تخذ بدلاً منها بعض حجارة المعزاء؛ كرم ربنا مقتدراً. وتقدم الجارسة على مار الطريق باللسب وحتفها فيه؛ وحسن خير الله خبراً. ورب ولدٍ كالتولب في حجر بائسةٍ مثل اسعلاة أولع أبوه برمي الهاديات يمديده إلى ابن قترة كما يمدها إلي القديد؛ ولا شئ عن ربك يوجد مستتراً. وما يفرق الفزر بين الغاف والقرظ وبين غيره من أصناف الشجر، فأكثر من خوف الله شهراً. وينزل الحرشف بالروضة الأنيقة آمنا من البيات فلا يصبح إلا في المقنب، قد أغنى به ربك مفتقراً. وما تشعر لام قفا نبك أمطلقة هي أم مقيدة فلا رئي الكافرمجتبراً، ويألف العود راعيه وقد رآه نحر عدةٍ من بنيه وبناته وإنه ليحمل الثقل عليه، ولله الملك مسيراً. وسواء على الصليانة نواجذ العير ومطر الربيع: فاجعل الرحمة رب لنا مطراً. وتسر الجارة إلي جارتها بما نخفيه عن كلٍ وهي بها واثقة وتلك تحكم النملة إلى حليلها، وتستحسن يدها في المسكة والقلب ومن لها أن يدها جذماء، وتأمرها باشتراء القرط وكيف لها أن تجدع أذنيها، ومن يرد الله قدراً! فهنيئاً للمولود لخاه التقوى لاخ. غاية.
تفسير: فلا بالة: أي فلا مبالاة. وابن قترة: حية. والغاف والقرظ: نبتان يدبع بهما. والحرشف: الجراد. والأنيقة: الرائقة. والمقنب: كساء يجمع فيه الجراد؛ قال الراجز:
آليت لا أجعل فيها عنظبا ... إلا دباساء توفى المقنبا
العنظب: ذكر الجراد. والدباساء بفتح الدال وكسرها: الأنثى منه.
والمجتبر: من الاجتبار بعد الكسر. والنملة بضم النون وفتحها: النميمة. ولخاه أسعطه.