وإِسْحَاق بْن نجيح الْمَلْطِي وعباس بْن إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ والمُغِيرَة بْن شُعْبَة الْكُوفِي وَأحمد بْن عَبْد اللَّه الجويباري ومأمون بْن أَبِي أَحْمَد الهَرَويّ ومُحَمَّد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ومُحَمَّد بْن الْقَاسِم الطائكاني ومُحَمَّد بْن زِيَاد الْيَشْكُرِي وقَالَ النَّسائيّ الكذابون المعروفون بِوَضْع الْحَدِيث أَرْبَعَة ابْن أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ والواقدي بِبَغْدَاد وَمُقَاتِل بْن سُلَيْمَان بخراسان ومُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب بِالشَّام وقَالَ الحَافِظ سهل بْن الْبَرَاء ثُمّ وضع أَحْمَد بْن الجويباري ومُحَمَّد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ومُحَمَّد بْن تَمِيم الدَّارِيّ الفاريابي على رَسُول الله أَكثر منْ عشرَة آلَاف حَدِيث وَقَدْ قدِم جمَاعَة مِنَ الْكَذَّابين عَلَى كذبهمْ وتنصلوا منْ ذَلِكَ عَنِ ابْن أَبِي شَيْبَة قَالَ كُنْت أَطُوف بِالْبَيْتِ وَرجل ورائي يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَمَا أَرَاك تفعل فَقلت يَا هَذَا قنوطك أَكثر منْ ذَنْبك فَقَالَ دَعْنِي فَقلت لَهُ أَخْبَرَنِي، فَقَالَ إِنِّي كذبت عَلَى رَسُول اللَّهِ خمسين حَدِيثا فطارت فِي النَّاس وَمَا أقدر أَن أرد مِنْهَا شَيْئا.
وقَالَ ابْن لَهِيعَة دخلت عَلَى شيخ وَهُوَ يبكي فَقلت وَمَا يبكيك قَالَ وضعت أَرْبَعمِائَة حَدِيث أدخلتها فِي النّاس فَلَا أَدْرِي كَيفَ أصنع.
وَعَن أَبِي العيناء قَالَ أَنَا والجاحظ وَضعنَا حَدِيثا وَأَدْخَلْنَاهُ عَلَى الشُّيُوخ بِبَغْدَاد فقبلوه ألَّا ابْن أَبِي شَيْبَة العَلَويّ فَإنَّهُ قَالَ لَا يشبه آخر هَذَا الْحَدِيث أَوله وأبى أَن يقبله وَكَانَ أَبُو العيناء يحدث بِهَذَا بَعْدَمَا تَابَ.
(فصل)
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: لما لَمْ يُمكن أحدا أَن يدْخل فِي الْقُرْآن مَا لَيْسَ مِنْهُ أَخَذَ أَقوام يزِيدُونَ فِي حَدِيث رَسُول الله ويضعون عَلَيْه مَا لَمْ يقل فَأَنْشَأَ اللَّه عُلَمَاء يَذبُّونَ عَلَى النَّقْل ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح وَمَا يخلى اللَّه بهم عصرًا مِنَ الْأَعْصَار غَيْر أَن هَذَا الضَّرْب قَدْ قل فِي هَذَا الزَّمَان فَصَارَ أعز منْ عنقاء مغرب.
(وَقَدْ كَانُوا إِذا عدوا قَلِيلا ... فقد صَارُوا أعز مِنَ الْقَلِيل)
قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِي: الْمَلَائِكَة جُزْء مِنَ السَّمَاء وَأَصْحَاب الْحَدِيث جُزْء مِنَ الأَرْض وقَالَ يَزِيد بْن زُرَيْع: لكل دين فرسَان وفرسان هَذَا الدّين أَصْحَاب الْأَسَانِيد.
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَالْأَحَادِيث سِتَّة أَقسَام: الأول مَا اتّفق عَلَى صِحَّته الْبُخَارِيّ ومُسْلِم وَذَلِكَ الْغَايَة، الثَّانِي مَا تَفَرّد بِهِ الْبُخَارِيّ ومُسْلِم، الثَّالِث مَا صَحَّ سَنَده وَلَمْ يُخرجهُ وَاحِد مِنْهُمَا، الرَّابِع مَا فِيهِ ضعف قريب مُحْتَمل وَهَذَا هُوَ الْحَدِيث الْحَسَن، الْخَامِس الشَّديد الضعْف الْكثير التزلزل فَهَذَا يتَفَاوَت مراتبه عِنْد الْعلمَاء فبعضهم يُدْنِيه مِنَ الحسان وَيَزْعُم أَنَّهُ لَيْسَ بِقَوي التزلزل وَبَعْضهمْ يرى شدَّة تزلزله فيلحقه بالموضوعات، وَفِي هَذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute