فِي الْإِسْلَام وسراج لأهل الجَنَّة فحدثاه فَدَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم حَدَّثَنِي سيدا شباب أَهْل الجَنَّة عَنْ أَبِيهِمَا المرتضى عَن جدهما الْمُصْطَفى أَنَّهُ قَالَ عُمَر نور الْإِسْلَام فِي الدُّنْيَا وسراج أَهْل الجَنَّة وَأوصى أَن يَجْعَل فِي كَفنه عَلَى صَدره فَوضع فَلَمَّا أَصْبحُوا وجدوه عَلَى قَبره وَفِيه صدق الحَدِيث صدق الْحَسَن والْحُسَيْن وَصدق أَبوهُمَا وَصدق رَسُول الله عُمَر نور الْإِسْلَام وسراج أَهْل الجَنَّة.
وَالْعجب لهَذَا الَّذِي بلغت بِهِ الوقاحة إِلَى أَن يصنف مثل هَذَا ثُمّ مَا كَفاهُ حَتَّى عرضه عَلَى كبار الْعلمَاء فَكَتَبُوا عَلَيْه تصويب ذَلِكَ التصنيف فَلهَذَا عرف أَن هَذَا محَال متوفر علم بِهِ أَنَّهُ منْ أَجْهَل الْجُهَّال الَّذِين مَا شموا ريح النَّقْل وَلَعَلَّه قَدْ سَمعه منْ بعض الطَّرِيقَيْنِ وَقَدْ ذكرت فِي كتاب الْقصاص عَنْهُمْ طرقًا منْ هَذِهِ الْأَشْيَاء وَمَا أَكثر مَا تعرض عَلَى أَحَادِيث فِي مجْلِس الْوَعْظ قَدْ ذكرهَا قصاص الزَّمَان فأردها عَلَيْهِم وَأبين أَنَّهَا محَال فيحقدون عَلَى حِين أبين عُيُوب سلكهم حَتَّى قُلْتُ يَوْمًا قُولُوا لمن تودده هَذِهِ الْأَحَادِيث مَا يتهيأ لَكُمُ مَعَ وجود هَذَا النَّاقِص اتِّفَاق زائف وَذكرت حَدِيثا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو بَكْر الكروحي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الجوزقي سَمِعْتُ غَيْر وَاحِد منْ مَشَايِخنَا يذكرُونَ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة أَنَّهُ قَالَ مَا دَامَ أَبُو حَامِد بْن الشرفي فِي الْأَحْيَاء لَا يتهيأ لأحد أَن يكذب عَلَى رَسُول الله وَعَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة قَالَ حَيَاة أَبِي حَامِد بْن الشرفي تحجب بَيْنَ النَّاس وبَيْنَ الْكَذِب عَلَى رَسُول اللَّه وَعَن الدارَقُطْنيّ أَنَّهُ قَالَ يَا أَهْل بَغْدَاد لَا تظنوا أَن أحدا يقدر يكذب عَلَى رَسُول الله وَأَنا حَيّ وَقَدْ روينَا عَنِ ابْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قِيلَ لَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة فَقَالَ تعيش لَهَا الجهابذة الثَّامِن الشحاذون فَمنهمْ قصاص وَمِنْه غير قصاص وَمِنْهُم هَؤُلَاءِ منْ يضع وأغلبهم يحفظ الْمَوْضُوع.
وروى الدارَقُطْنيّ عَنْ أبي حَاتِم البستي قَالَ: دخلت تاجروان مَدِينَة بَيْنَ الرقة وحران فَحَضَرت الْجَامِع فَلَمَّا فَرغْنَا مِنَ الصَّلَاة قَامَ بَيْنَ أَيْدِينَا شَاب فَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَليفَة حَدَّثَنَا الْوَلِيد حَدَّثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ قضى لمُسلم حَاجَة فعل اللَّه بِهِ كَذَا وَكَذَا.
فَلَمَّا فرغ دَعوته فَقلت لَهُ رَأَيْت أَبَا خَليفَة قَالَ لَا فَقلت.
كَيفَ تروى عَنْهُ وَلَمْ تره فَقَالَ إِن المناقشة مَعنا منْ قله الْمُرُوءَة أَنا أحفظ هَذَا الْإِسْنَاد الْوَاحِد وَكلما سَمِعْتُ حَدِيثا ضممته إِلَى هَذَا الْإِسْنَاد.
(فصل)
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: والوضاعون خلق كثير فَمن كبارهم وهب ابْن وَهْب القَاضِي ومُحَمَّد بْن السّائب الْكَلْبِيّ ومُحَمَّد بْن سَعِيد الشَّامي المصلوب وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute