وقد جعل الصحابة - رضي الله عنهم - للمروءة ومعالي الأخلاق نصيباً في دعوتهم، ففي دعوة عمرو بن مرة الجهني لقومه التي ذكرنا بعضها في الفقرة السابقة، دعوة إلى المروءة وتجنب سفاسف الأمور، فيقول لقومه:"يا معشر جهينة، إن الله جعلكم خيار من أنتم منه، وبغَّض إليكم في جاهليتكم ما حبَّب إلى غيركم من الرفق؛ لأنهم كانوا يجمعون بين الأختين، ويخلف الرجل على امرأة أبيه، والترات في الشهر الحرام، فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة"، فقد بين أنهم من خيار العرب بسبب المروءات التي يتحلون بها وهي ما يدعو الإسلام إليها.
وفي دعوة العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - للمنذر بن ساوى أيضاً دعوة إلى المروءة ومعالي الأخلاق، ومن ذلك قوله عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "هل ينبغي لمن لا يكذب أن لا تصدِّقه، ولمن لا يخون أن لا تأمنه، ولمن لا يخلف أن لا تثق به؟ " فعدَّد العلاء - رضي الله عنه - أمور المروءة من الصدق والأمانة والثقة وأنها من صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من عند ربه، فحري بكل من لديه مروءة أن يصدق ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.