للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدعوة الوالدين والأبناء لا تكون إلا من مودة ورحمة من الداعي؛ لأنه لا يوجد مبرر أقوى من ذلك، وذلك لقربهم ومحبتهم وعدم وجود مصالح أخرى يرجوها منهم أكثر من المحبة والرحمة، فلو نظرنا إلى مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يدعو أمه وهي من حبسه وعاداه وأعرض عنه وآذاه إلا أنه رحمة بها لازال يدعوها، ولولا الرحمة لاعتزلها وابتعد عنها، ولكنها رحمة الابن بالوالد وأمر الله سبحانه بالإحسان، {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (١).

د) من رحمة العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - بأهل مكة خروجه على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما كان الرسول في مر الظهران قبل دخول مكة، فذهب يبحث عن أحد يخبر أهل مكة فيستأمنوا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فوجد أبا سفيان بن حرب فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلم أبو سفيان وآمنه، وآمن أهل مكة، فمن رحمته خروجه في الليل وخوفه على قومه وحب الإسلام لهم.

هـ) من رحمة الصحابة - رضي الله عنهم - حب الإسلام للناس على حب الدنيا لأنفسهم، ومن ذلك ما قام به الحارث بن مسلم التميمي عندما قدم هداية القوم المشركين على الغنيمة عندما قال لهم: قولوا لا إله إلا الله وحده تحرزوا، فقالوا وأسلموا فحسَّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما صنع وقال له: (أما إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا (.


(١) سورة النساء، الآية: ٣٦.

<<  <   >  >>