المخلوقة وتعاقب الْحَوَادِث وَتغَير مَا تقوم بِهِ فِيهَا عَلامَة حدث مَا تقوم بِهِ
وَيحْتَمل أَيْضا وَجها آخر وَهُوَ أَن الصُّورَة هَا هُنَا بِمَعْنى الصّفة فَيكون تَقْدِير الْمَعْنى فِيهِ مَا يظْهر لَهُم من بطشه وَشدَّة بأسه يَوْم الْقِيَامَة وَإِظْهَار معايب الْخلق ومساويهم وفضائحهم وَإِنَّمَا عرفوه ساترا حَلِيمًا غفارًا كَرِيمًا فَيظْهر لَهُم مِنْهَا أَن ذَلِك مِنْهُ وَهُوَ معنى قَوْله فَيَقُول أَنا ربكُم على معنى قَول الْقَائِل قَالَت رجْلي فخذك وأذني فطنت على معنى ظُهُور ذَلِك فيهمَا فَيَقُولُونَ عِنْد ظُهُور ذَلِك مِنْهُ مستعيذين بِاللَّه
هَذَا مَكَاننَا أَي نَلْبَث وَنَصْبِر حَتَّى تظهر رَحمته وَكَرمه وَهُوَ إتْيَان الرب لَهُم بِإِظْهَار جوده لَهُم وَعطفه عَلَيْهِم فيأتيهم بعد ذَلِك عِنْد ثباتهم وَفِي الصُّورَة الَّتِي يعرفونها على معنى إبداء عَفوه ومغفرته وحلمه على الصّفة الَّتِي يعرفونه فِي الدُّنْيَا من ستره ومغفرته وحلمه
وَإِذا كَانَ لفظ الصُّورَة مُسْتَعْملا فِي معنى الصّفة كَمَا ذكرنَا فِي قَول الْقَائِل عرفني صُورَة من هَذَا الْأَمر أَي صفته لم يُنكر أَن تكون الْفَائِدَة فِي هَذَا الْخَبَر مَا قُلْنَا وَأَن يكون هَذِه الْأَلْفَاظ من متشابه أَلْفَاظ الْأَحَادِيث جَارِيَة مجْرى متشابه أَلْفَاظ أَي الْكتاب امتحانا بهَا أهل الْعلم لإستنباط الصَّحِيح من مَعَانِيهَا وَالْوُقُوف على الْحَد الْوَاجِب فِيهَا وافتتان أهل الْبَاطِن بهَا وخروجهم عَن الْهدى والرشد وَالْحق فِيهَا على النَّحْو الَّذِي جرى عَلَيْهِ حكم متشابه أَي الْكتاب ومحكمها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute