فَأَما الْخُرُوج الَّذِي بِمَعْنى الإنتقال فَلَا يَصح على كَلَام الله سُبْحَانَهُ وَلَا على شَيْء من الْكَلَام لأجل أَنه لَيْسَ بجسم وَلَا جَوْهَر وَإِنَّمَا يجوز الإنتقال على الْجَوَاهِر والأجسام
فَأَما على الْوَجْه الثَّانِي فَيصح وَالْمعْنَى فِيهِ أَنه مَا أنزل الله على نبيه وَأفهم عباده
وَقد قَالَ قَائِلُونَ إِن الْهَاء فِي قَوْله خرج مِنْهُ يعود إِلَى العَبْد وَخُرُوجه مِنْهُ وجوده متلوا على لِسَانه مَحْفُوظًا فِي صَدره مَكْتُوبًا بِيَدِهِ
وَذكر عِكْرِمَة أَنه شهد جَنَازَة مَعَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ فَجعل جلّ يَقُول عِنْد الْقَبْر
يارب الْقُرْآن إغفر لَهُ
فَقَالَ ابْن عَبَّاس مَه أما علمت أَن الْقُرْآن مِنْهُ
فَقَالَ فَغطّى الرجل رَأسه كَأَنَّهُ قد أَتَى كَبِيرَة
وَمعنى قَوْله إِن الْقُرْآن مِنْهُ أَي هُوَ صفة الله الْقَائِمَة بِذَاتِهِ وَلم يجز أَن يكون مَا كَانَ من حكمه مربوبا مُحدثا
فَإِن قيل فَمَا معنى قَول عَمْرو بن دِينَار
أدْركْت مَشَايِخنَا يَقُولُونَ مُنْذُ سبعين سنة
إِن الْقُرْآن كَلَام الله مِنْهُ خرج وَإِلَيْهِ يعود
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute