للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام ابن دقيق العيد:" قوله: - صلى الله عليه وسلم -: وأعطيت الشفاعة (للعهد) وهو ما بينه - صلى الله عليه وسلم -، من شفاعته العظمى، وهي شفاعته في إراحة الناس من طول القيام، بتعجيل حسابهم، وهي شفاعة مختصة به - صلى الله عليه وسلم -، ولا خلاف فيها" (١).

ويقول الإمام النووي:" قوله - صلى الله عليه وسلم -: وأعطيت الشفاعة، هي الشفاعة العامة التي تكون في المحشر، بفزع الخلائق إليه، - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الشفاعة في الخاصة جُعلت لغيره أيضاً " (٢).

ويقول الإمام العراقي: "وأما تخصيصه بالشفاعة، فالمراد: الشفاعة العامة التي تكون في الحشر، عندما يفزع الناس للأنبياء، فكلهم يقول: لست لها حتى يأتوا نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: أنا لها، فأما الشفاعة الخاصة، فقد ثبتت لغيره من الأنبياء، والملائكة، والمؤمنين" (٣).

(٢) شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة:

وهذه الشفاعة خاصة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ابتداء دون غيره في موقف القيامة، وقد نص جماعات من أهل العلم على ثبوت هذه الشفاعة مع توافر الأدلة وتضافرها على إثبات هذا النوع من الشفاعة.

وممن نص من أهل العلم على ثبوت هذه الشفاعة: الذهبي، وابن رجب ... وابن كثير، وابن القيم، وابن أبي العز (٤).

وهذه الشفاعة خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيتقدم لها حين يحبس المؤمنون على القنطرة فيشفع لهم بدخول الجنة. وأدلة ثبوت هذا النوع من الشفاعة:

ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا» (٥).


(١) ابن دقيق العيد: إحكام الأحكام، مطبعة السنة المحمدية، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (١/ ١٥٣)
(٢) النووي: شرح مسلم، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٢ - ١٣٩٢ هـ (٥/ ٤).
(٣) العراقي: طرح التثريب، مكتبة الباز - مكة، ط ١ ١٤٢٤ هـ (٢/ ١١٢)
(٤) انظر: الذهبي: إثبات الشفاعة، أضواء السلف، ط ١ ١٤٢٠ هـ، ص (٢٠)، ابن رجب: فتح الباري، (٢/ ٢١٤)، ابن كثير: النهاية (٢/ ٢٠٨)، ابن أبي العز: شرح الطحاوية، ص (٢٩٠).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان ح (١٩٦).

<<  <   >  >>