للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أنها محذوفة من "حبَّذا".

واستَدل ابنُ عُصْفُورٍ (١) على اسميتها بدخول "يا"، وليس بشيءٍ؛ لأن "يا" تكون تَنْبِيهًا، فتقعُ بعدها الحروفُ والأفعالُ، وهذا مشهورٌ من أمرها، وأما قول المُبَرِّد في "الكامِل" (٢): إن "يا" قد حُذف بعدها المنادى في: {أَلَا يَسْجُدُوا} (٣)؛ فخالفه في ذلك النحويون: أبو عَلِيٍّ في "الأَبْيات المُشْكِلة" (٤)، وان (٥) جِنِّي في "الخَصَائِص" (٦)، وهو مذهب س (٧) أيضًا.

وقد كلَّمتُه (٨) في ذلك إشفاقًا عليه، فإذا هو يرى في:

يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ (٩)

أنه بمنزلة: يا محبوبُ، و"جبلُ الرَّيَّان" خبرٌ لمبتدأٍ محذوف (١٠) (١١).


(١) المقرب ١٠٦، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٦١٠، ٦١١.
(٢) لم أقف عليه في مطبوعته. وينظر: الخصائص ٢/ ١٩٨.
(٣) النمل ٢٥، وهي قراءة الكسائي، وفي الوقف: أَلَا يا، ثم يبتدئ: اسجدوا. ينظر: السبعة ٤٨٠، والإقناع ٢/ ٧١٩.
(٤) كتاب الشعر ١/ ٦٦.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب: وابن.
(٦) ٢/ ١٩٨.
(٧) الكتاب ٢/ ٢٢٠، ٤/ ٢٢٤. وينظر: اللامات ٣٧، والإقناع ٢/ ٧٢٠، وشرح التسهيل ٣/ ٢٥.
(٨) القائل ابن الحاج يعني ابنَ عصفور.
(٩) صدر بيت من البسيط، لجرير، وعجزه:
... وحبَّذا ساكنُ الريَّان مَنْ كانا
ينظر: الديوان بشرح ابن حبيب ١/ ١٦٥، والأغاني ٣/ ١١٥، وتوجيه اللمع ٣٩٣، والتذييل والتكميل ٣/ ١٢٦، ١٠/ ١٥٤، وخزانة الأدب ١١/ ١٩٩.
(١٠) لم أقف على تصريحٍ له بذلك عند إنشاده البيتَ في المقرب ١٠٦، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٦١٠، ٦١١.
(١١) الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين ٩٢ و ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>