للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن بعض البصريين أن "حبَّذا" خبرٌ (١) مقدَّمٌ، نقله الفارِسيُّ (٢)، ولم يرضَه.

وقال الفارِسيُّ في "شرح الأَبْيات" (٣): مَنْ زعم أن "حَبَّ ذا" كلمةٌ واحدة ينبغي له أن يغلِّب حكمَ الاسم؛ لأنه الأقوى، فيعربَ "زيدًا" خبرًا للمبتدأ، لا فاعلًا.

وأجاز الصَّيْمَريُّ (٤) في رفع "زيد" بعد "حبَّذا" ثلاثةَ أوجهٍ: أن يكون مبتدأً وخبرُه "حبَّذا"، والعكسَ، وأن يكون خبرًا والمبتدأُ محذوفٌ، كما كان في: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ.

ومذهبُ دُرَيْوِدٍ (٥) أن "ذا" زائدةٌ، لا اسمُ إشارةٍ، بدليل حذفِها في قول [ابنِ] (٦) رَوَاحَةَ:

فَحَبَّذَا رَبًّا وَحَبَّ دِينَا (٧)

قلنا: استَعمل "حَبَّ" على الأصل، مثلُها في قوله (٨):

وَحُبَّ بِهَا مَقْتُولَةً (٩) ... ...


(١) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٢) لم أقف على كلامه.
(٣) كتاب الشعر ١/ ٩٧.
(٤) التبصرة والتذكرة ١/ ٢٨٠.
(٥) ينظر: ارتشاف الضرب ٤/ ٢٠٦٠. ودُرَيْوِد تصغير دَرْوَد لقب عبدالله بن سليمان بن المنذر القرطبي الأندلسي، عالم بالنحو والأدب، وكان كفيفًا، له: شرح كتاب الكسائي، توفي سنة ٣٢٤. ينظر: طبقات النحويين واللغويين ٢٩٨، وبغية الوعاة ٢/ ٤٥.
(٦) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(٧) بيت من مشطور الرجز. ينظر: الديوان ١٤٢، وجمهرة اللغة ٢/ ١٠١٩، وشرح التسهيل ٣/ ٢٤، والتذييل والتكميل ١٠/ ١٥٧، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٢٥.
(٨) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. وقائل البيت هو الأخطل.
(٩) بعض بيت من الطويل في وصف الخمر، وهو بتمامه:
فقلت: اقتُلوها عنكمُ بمِزَاجها ... وحُبَّ بها مقتولةً حين تُقتَلُ

روي: «وأَطْيِبْ» بدل «وحُبَّ»، ولا شاهد فيه. مقتولة: ممزوجة. ينظر: الديوان ٢٣، وإصلاح المنطق ٣٣، والبصريات ٢/ ٨٢٩، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥٥، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>