للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان قد حُكي فيه خلافٌ- لا ينبغي أن يُرتَكب تجويزُه؛ لعدم (١) الاعتداد بما جاء من "فَعُلَ" بضم العين مما عينُه ياءٌ، نحو: هَيُؤَ، وكذلك ينبغي أن يُستثنى من ذلك: المضاعفُ، أعني: ما عينُه ولامُه من واحد (٢) واحدٍ؛ لقلَّة ما جاء من ذلك، نحو: لَبُبْت (٣) (٤).

* قولُه فيما تقدَّم (٥): «واجعلْ "فَعُلَا"» البيتَ: إذا وجدنا "فَعِلَ" أو "فَعَلَ" قد حُوِّلا إلى "فَعُلَ" عَلِمنا -ولا بدَّ- إرادةَ معنى المبالغة فيهما، وأنهما أُجريا مُجرى "نِعْمَ" و"بِئْسَ"، فأَوْجبنا لفاعلهما ما وجب لفاعلهما.

وإذا وجدنا "فَعُلَ" الوضعيَّ وفاعلُه غيرُ فاعلِهما، كـ: شَرُفَ زيدٌ، وكَرُمَ عمرٌو؛ وعلمنا (٦) عدمَ إرادة إدخالِهما في باب "نِعْمَ" و"بِئْسَ".

وإن وجدنا فاعلَهما كفاعلهما احتَمل أن يكون ذلك بطريق الاتفاق أو القصدِ، فيحمل (٧) الدخولَ في باب "نِعْمَ" وعدمَ الدخول فيه، ومن ثم احتَمل نحو: {كَبُرَ مَقْتًا} (٨) أن يكون تعجُّبًا وألَّا يكون، وكذلك: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} (٩) جوَّزوا فيه الوجهين، وإذا كان المقام مَقامَ استغرابٍ واستعظامٍ ترجَّحَ الحملُ على التعجُّب، فافْهَمْه (١٠).

ومثلُ نِعم حبَّذَا الفاعِلُ ذَا ... وإن تُرِد ذَمًا فَقُل لَّا حبَّذا


(١) مكررة في المخطوطة.
(٢) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: وادٍ.
(٣) أي: أقمت بالمكان. ينظر: القاموس المحيط (ل ب ب) ١/ ٢٢٤.
(٤) الحاشية في: ٩٣، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٩٧.
(٥) قال ذلك؛ لأنه كتب هذه الحاشية في أثناء حواشي الباب التالي، وهو باب "أَفْعَل" التفضيل.
(٦) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب بلا واو.
(٧) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: فيحتمل.
(٨) غافر ٣٥، والصف ٣.
(٩) الحج ٧٣.
(١٠) الحاشية في: ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>