للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَطْيِبْ بِرَاحِ الشَّأْمِ صِرْفًا؟ (١)

فكما لم يُظهروا علامةَ الفاعل (٢) في اسم الفاعل كذلك لم يُظهروا في هذا الفعلِ.

وإن شئت قلت: إنَّ هذا المحذوفَ في حكم الثابت؛ لتقدُّم ما يدلُّ عليه، كما قال (٣):

وَنَارٍ تَوَقَّدُ بِاللَيْلِ نَارَا (٤)

ولم يكن هذا في الحكم عطفًا على عاملَيْن؛ لِمَا ثَبَت من التقدير.

ع: تلخَّص من كلامه: أن الإضمار هنا قولُ س، وقوَّةُ كلامِه: أنه قال ذلك نصًّا، ولم يُؤخَذْ منه بالقياس على ما استَقرَّ من قاعدته، واقتَضى كلامُه الجوابَ عمَّا يُورَد من ثلاثة أوجهٍ (٥).

* يقال: وَضَحَ الأمرُ -بالضاد المعجمة، ثم بالحاء المهملة- وُضُوحًا، و: أَوْضَحَ، ثلاثيًّا ورباعيًّا: ظَهَرَ، و: الوجهُ: حَسُنَ (٦)، قال خَلَفُ (٧) بنُ خَلِيفَةَ الأَقْطَعُ:


(١) بعض بيت من الطويل، لأبي ذُؤَيب الهذلي، وهو بتمامه:
فأَطْيِبْ براح الشَأْمِ صِرْفًا وهذه ... مُعَتَّقةً صَهْباءَ وهي شِيَابُها
الراح: الخمر، وشِيَابها: مزاجها. ينظر: الديوان ٦٠، وديوان الهذليين ١/ ٨٠، وشرح أشعار الهذليين ١/ ٥٤، والمحكم ٨/ ١٢٩.
(٢) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما في كتاب الشعر: الضمير، وعند ياسين: الفعل.
(٣) هو أبو دُؤَاد الإِيَادي.
(٤) عجز بيت من المتقارب، تقدَّم في باب المعرب والمبني.
(٥) الحاشية في: ٨٨، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٨٠.
(٦) ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ١٠٣، والصحاح (و ض ح) ١/ ٤١٥.
(٧) شاعر أموي مطبوع ظريف، كان أقطع اليد، بينه وبين الفرزدق مهاجاة. ينظر: الشعر والشعراء ١/ ٤٦٥، ٢/ ٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>