للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(خ ١)

* جَعَل الزَّمَخْشَريُّ (١) من مجيء "مِنْ" للبدل: «ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ» (٢)، أي: لا ينفعه جَدُّه وحظُّه من الدنيا بَدَلَك، أي: بَدَلَ طاعتك، وكذا: ... (٣) بَدَلَ رحمة الله أو طاعتِه، وكذا: {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} (٤).

ع: وقيل: معلَّقٌ بنفس "ينفعُ" على تضمُّنه معنى: يمنع؛ لأنه لو مَنَعه نَفَعَه (٥)، وليست بمعنى البدل، ولا يمكن أن تتعلق بـ"الجَدِّ"؛ لأن الحظَّ منه تعالى ينفعُ لا محالةَ (٦).

* مِن دلالة "مِنْ" على البَدَل: قولُه (٧):

أَخَذُوا المَخَاضَ مِنَ الفَصِيلِ غُلُبَّةً ... ظُلْمًا وَيُكْتَبُ لِلْأَمِيرِ: أَفِيلَا (٨)

أي: يأخذون السنَّ الأعلى عن الأدنى، و"غُلُبَّةً" مصدرُ "غَلَب" شذوذًا (٩)، و"مِن الفَصِيلِ" أي: بَدَلَه، و"الأَفِيلُ": فَصِيلُ الناقة، ومُهْرُ الفَرَس (١٠)، وهو منصوب على


(١) الكشاف ١/ ٣٣٩.
(٢) بعض حديث نبوي أخرجه مسلم، تقدم في بابي الابتداء و"لا" التي لنفي الجنس.
(٣) موضع النقط مقدار سبع كلمات أو ثمان طمسها ابن هشام في المخطوطة، وأظنها الآية التي تأوَّلها الزمخشري بقوله هنا: بدل رحمة الله أو طاعته، وهي قوله تعالى في سورة آل عمران ١٠: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}.
(٤) يونس ٣٦.
(٥) انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٦) الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين ١٦/ب و ١٧/أ.
(٧) هو الراعي النُّمَيري.
(٨) بيت من الكامل. المخاض: النوق الحوامل، والفصيل: ولد الناقة الذي فصل عنها. ينظر: الديوان ٢٤٢ (ت. فايبرت)، ٢١٣ (ت. الصمد)، والحجة ٢/ ٢٥، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٢٧٢، وشرح التسهيل ٣/ ١٣٤، والتذييل والتكميل ١١/ ١٢٧، ومغني اللبيب ٤٢٢، وخزانة الأدب ٣/ ١٥٠.
(٩) ينظر: تهذيب اللغة ٨/ ١٣٤، والصحاح (غ ل ب) ١/ ١٩٥.
(١٠) ينظر: العين ٧/ ١٢٦، والمخصص ٢/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>