للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على معنى: إِخَالُ أن لا تُنَوِّلِينا، وقد أشار إلى هذا أبو العَبَّاسِ ثَعْلَبٌ في "أَمَاليه" (١).

وقال أبو (٢) عُبَيْدةَ مَعْمَرٌ (٣): المعنى: أن ينزل عليكم خيرٌ من ربكم، يعني أنَّ ["مِنْ"] (٤) زائدة، وقال أبو (٥) ذُؤَيْبٍ:

جَزَيْتُكِ ضِعْفَ الحُبِّ لَمَّا اسْتَثَبْتِهِ ... وَمَا إِنْ جَزَاكِ الضِّعْفَ مِنْ أَحَدٍ قَبْلِي (٦)

أراد: أحدٌ.

وقال الأَخْفَشُ (٧) عَلِيُّ بنُ سُلَيْمانَ (٨) بعد أن حكى كلامَ أبي عُبَيْدةَ هذا: "مِنْ" هنا لابتداء الغاية، وهي عندي كذا في كل مكان، ثم تنقسم، فتصلح للتبعيض وغيرِه، كـ: ذهبت من البصرة، جعلت البصرةَ ابتداءَ غايتِك (٩).

للانتِها حتى ولامٌ وإِلَى ... ومِن وباءٌ يُفْهمان بَدَلا


(١) مجالسه ١٠١، ١٠٢.
(٢) هو مَعْمَر بن المثنَّى التَّيْمي البصري، أخذ عن يونس بن حبيب وأبي عمرو بن العلاء، له: مجاز القرآن، والأضداد، وغريب الحديث، وغيرها، توفي سنة ٢١٠، وقيل غير ذلك. ينظر: نزهة الألباء ٨٤، ومعجم الأدباء ٦/ ٢٧٠٤، وإنباه الرواة ٣/ ٢٧٦، وبغية الوعاة ٢/ ٢٩٤.
(٣) مجاز القرآن ١/ ٤٩.
(٤) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(٥) هو خويلد بن خالد بن محرِّث الهذلي، شاعر فحل، من شعراء الطبقة الثالثة الجاهليين، أدرك الإسلام وأسلم. ينظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ١٢٣، والمؤتلف والمختلف للآمدي ١٥١، والإصابة ٧/ ١١٠.
(٦) بيت من الطويل. استثبْتِه: سألتِ ثوابَه، كما في القاموس المحيط (ث و ب) ١/ ١٣٦. ينظر: ديوان الهذليين ١/ ٣٥، وشرح أشعار الهذليين ١/ ٨٨، ومجاز القرآن ١/ ٤٩، ٣٣٦، ٢/ ٣١، والمقتضب ٤/ ١٣٧، وأمالي المرزوقي ١١٧، والمحكم ١/ ٤١٢.
(٧) هو علي بن سليمان بن الفضل، أبو الحسن، يلقب بالأخفش الصغير، أخذ عن المبرد وثعلب، توفي سنة ٣١٥. ينظر: نزهة الألباء ٢٤٨، ومعجم الأدباء ٤/ ١٧٧٠، وإنباه الرواة ٢/ ٢٧٦، وبغية الوعاة ٢/ ١٦٧.
(٨) لم أقف على كلامه.
(٩) الحاشية في: ٥١، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٣٤٢ إلى قوله: «ثعلب في أماليه»، ولم يعزها لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>