للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجاز ابنُ الشَّجَريِّ (١) في قوله (٢):

وَبَعْدَ غَدٍ يَا لَهْفَ نَفْسِيَ مِنْ غَدٍ (٣)

زيادتَها، فيكون "إذا" بدلًا من "غدٍ"، أي: يا لَهْفَ نفسي غدًا، وأن تكون غيرَ زائدة، وعاملُ "إذا" اللَهْفُ، ووجهٌ ثالث: وهو أن يَعمل في "إذا" معنى الكلام، وذلك أن قوله: يا لَهْفَ نفسي؛ لفظُه لفظُ النداء، ومعناه التوجُّع، فإذا حملته على هذا فالتقديرُ: أتأسَّف وأتوجَّع وقتَ رواحِ أصحابي وتخلُّفي عنهم (٤).

* [«وزِيدَ»]: زُهَيرُ (٥) بنُ أبي سُلْمَى:

قَوْمٌ سِنَانٌ أَبُوهُمْ حِينَ تَنْسِبُهُمْ ... طَابُوا وَطَابَ مِنَ الأَوْلَادِ مَا وَلَدُوا

لَوْ كَانَ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ أَحَدٍ ... يَوْمًا بِمَجْدِهِمُ أَوْ فَضْلِهِمْ قَعَدُوا

إِنْسٌ إِذَا أَمِنُوا جِنٌّ إِذَا فَزِعُوا ... غُرٌّ بَهَالِيلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ صَيَدُ


(١) أماليه ٢/ ٢٨.
(٢) هو أبو الطَّمَحان القَيْني.
(٣) صدر بيت من الطويل، وعجزه:
... إذا راح أصحابي ولست برائح
روي: «على» بدل «مِنْ»، ولا شاهد فيها. ينظر: الأغاني ١٣/ ١٠، وشرح الحماسة للمرزوقي ٢/ ١٢٦٦، والتذييل والتكميل ٣/ ٢٩٧، وتخليص الشواهد ٤٦٤، ومغني اللبيب ١٢٨.
(٤) الحاشية في: ٥١.
(٥) هو ابن أبي سُلْمى بن ربيعة بن قرط المزني، أحد شعراء الطبقة الأولى الجاهليين، ومن أصحاب المعلقات. ينظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٥١، والشعر والشعراء ١/ ١٣٧، والأغاني ١٠/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>