للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَأَنِّيَ إِذْ أَسْعَى لِأَظْفَرَ طَائِرًا ... مَعَ النَّجْمِ من (١) جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ (٢)

وأما مع الضمير فيجب أن تَرُدَّ الشيءَ إلى أصله، وهذا معنى كلام المصنف في مثل هذا؛ فإنه قال (٣): إنه -وإن جاز: قعدت الصراطَ- لا يجوز: صراطٌ مقعودٌ، حتى تقول: عليه.

قلت: قد جاء:

وَأُخْفِي الَّذِي لَوْلَا الأَسَا (٤) لَقَضَانِي (٥)

وقال تعالى: {يَوْمٌ مَشْهُودٌ} (٦)، ويقولون: المشتَرك، والمقصور.

وبالجملة؛ فإذا عُرف بالهاء ونحوِها كان أَولى؛ لأنه كَثُر حذفُ الجار والوصولُ بنفس العامل القاصرِ إلى الظاهر، ونَدَر في الضمير.

ثم إن مرادهم بقولهم: أن تَصِل الهاءَ به: / [أن] (٧) يكون ذلك باطرادٍ، فلا يَرِد النادرُ؛ لأنه قال: «أن تَصِل»، فوَكَلَه إلى نفسك، لا إلى وَضْعِهم.


(١) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: في.
(٢) بيت من الطويل. يَصُوب: يجيء من علٍ، كما في القاموس المحيط (ص و ب) ١/ ١٩٠. الشاهد: تعدي "أظفر" إلى "طائر" بنفسه. ينظر: معاني القرآن للأخفش ١/ ٣٢١، وعيون الأخبار ١/ ٣٧٣، والمنتخب لكراع ١/ ٦٠٤، وشرح التسهيل ٢/ ١٤٨، والتذييل والتكميل ٧/ ١٢، ٢٤.
(٣) شرح التسهيل ٢/ ١٤٩.
(٤) كذا في المخطوطة، والوجه: الأسى؛ لأنه ثلاثي واوي اللام.
(٥) عجز بيت من الطويل، لأعرابي من بني كلاب، وقيل: لعروة بن حزام، وصدره:
تَحِنُّ فتُبدي ما بها من صَبابةٍ ... ...
ينظر: الكامل ١/ ٤٧، والبصريات ٢/ ٩١٦، وضرائر الشعر ١٤٦، وشرح التسهيل ٢/ ١٤٨، والتذييل والتكميل ٧/ ١٢، ١١/ ١٥٦، وتخليص الشواهد ٥٠٤، ومغني اللبيب ١٩٠، ٧٥١، والمقاصد النحوية ٢/ ٩٩٤، وخزانة الأدب ٨/ ١٣٠، ٩/ ١٢٠.
(٦) هود ١٠٣.
(٧) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>