للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتماع مجازَيْن.

إذا عرفت هذا فنقول: قولُه:

«علامةُ الفعلِ المُعَدَّى أن تَصِل ... ها غيرِ مصدرٍ به» ... ....

خَرَج به جميعُ الأفعال القاصرة؛ لأنها لا تتصل بها هاءُ غيرِ المصدر، بل يكون بينهما واسطةٌ، نحو: زيد مررت به، وزيد دخلت عليه، ويوم الجمعة سرت فيه، وأمامك جلست فيه، أو يتصلُ بها هاءٌ، لكنَّها هاءُ المصدر، نحو: زيد قامه وقعده (١).

* اختُلف في تمييز المتعدي من اللازم بالمعنى والتعلُّق؛ فإن الفعلين قد يتَّحدان معنًى، وأحدُهما متعدٍّ والآخرُ لازمٌ، كـ: صدَّقته وآمنت به، ونسيته وذُهِلت عنه، ورغبت فيه وحببته، وأردتّه وهممت به، وخِفْته وأشفقت منه، واستطعته وقدرت عليه، ورجوته وطمعت فيه، وتجنَّبته وأعرضت عنه.

قال المصنفُ (٢) بعد أن ذكر أنه لا يُميَّزُ بذلك لِمَا ذكرتُ: وإنما يُميَّزُ المتعدي بأن يتصل به كافُ الضمير أو هاؤه أو ياؤه باطرادٍ، وبأن يُصاغ منه اسمُ مفعولٍ تامٌّ باطرادٍ، نحو: صدَّقته، وحببته، وأردتّه، ورجوته، فهو مُصدَّقٌ ومحبوبٌ ومرادٌ ومرجوٌّ، وبهذا عُلم أن "قال" متعدٍّ؛ لاطراد نحو: قلته، فهو مقولٌ.

ع: فثَبَتَ أن قوله: «أن تَصِل ها غيرِ مصدرٍ به» مُرادُه: هاء أو ياء أو كاف، وإنما نبَّه على البعض على أن الجميع سواء، فلا يقال: نبَّه بالبعض.

ع: فإن قلت: لِمَ لا اعتُبر بوقوعه على اسمٍ، ولم يخصَّص ذلك بالهاء؟

قلت: لأنه قد يُحذف الجار، فيَصِلُ إليه بنفسه، قال تعالى: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} (٣)، {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ} (٤)، وقول الشاعر (٥):


(١) الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين ١٢/ب و ١٣/أ.
(٢) شرح التسهيل ٢/ ١٤٩.
(٣) الأعراف ١٥٠.
(٤) الأعراف ١٦.
(٥) لم أقف على تسميته.

<<  <  ج: ص:  >  >>