للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.................. ... .... كَانُوا كِرَامِ (١):

وهذا يُبطل المذهبين.

فالجواب: أن الأصل: لنا (٢) هم كرام، فـ"لنا" صفة، مثل: "معه" في: مررت برجل معه صقرٌ، و"هم" فاعل، كـ"الصقر"؛ لأن اللفظ إذا أمكن أن يكون الموضعُ له لا ينوى به غيرُه، / فلما زيدت "كان" اتصل بها الضمير؛ لأن الضمير قد يتصل بغير عامله، نحو:

أَلَّا يُجَاوِرَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ (٣)

فإن قلت: فلعل "لنا" في موضعه، و"كان" تامةٌ في موضع الصفة، فلم يُغَيِّر شيئًا من موضعه.

قلت: التامةُ بمعنى: حَدَث وخُلِق، نحو: كان الأمرُ، وكان زيدٌ، فيكون التقدير: خُلِقوا فيما مضى، وذلك معلوم، وإذا دار الأمر بين الإخلال باللفظ والإخلال بالمعنى كان الإخلال باللفظ أولى؛ لأن المعنى أعظمُ حُرمةً. هذا كلام ابنِ عُصْفُورٍ (٤).


(١) بعض بيت من الوافر، وهو بتمامه:
فكيف إذا رأيتُ ديارَ قومي ... وجيرانٍ لنا كانوا كرام
ينظر: الديوان بشرح الصاوي ٢/ ٨٣٥، والكتاب ٢/ ١٥٣، ومجاز القرآن ٢/ ٧، ١٤٠، والمقتضب ٤/ ١١٦، واللباب ١/ ١٧٢، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٤٠٩، وشرح التسهيل ١/ ٣٦١، والتذييل والتكميل ٤/ ٢١٨، ومغني اللبيب ٣٧٧، والمقاصد النحوية ٢/ ٦٠٤، وخزانة الأدب ٩/ ٢١٧.
(٢) كتبها ابن هشام في حاشية الورقة، ووضع لها علامتَيْ إلحاقٍ: بعد "الأصل"، وبعد "هم"، والمثبت موافق لشرح جمل الزجاجي ١/ ٤٠٩ المنقول منه.
(٣) عجز بيت من البسيط، لم أقف له على نسبة، وصدره:
وما نُبالي إذا ما كنتِ جارَتَنا ... ...
ديَّار: أحد. ينظر: الخصائص ١/ ٣٠٨، ٢/ ١٩٧، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٨٥، وشرح التسهيل ١/ ١٥٢، ٢/ ٢٨٦، والتذييل والتكميل ٢/ ٢٣٣، ٤/ ٢٢١، وتخليص الشواهد ٨١، ١٠٠، والمقاصد النحوية ١/ ٢٦٩، وخزانة الأدب ٥/ ٢٧٨.
(٤) شرح جمل الزجاجي ١/ ٤٠٩ - ٤١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>