للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطلقًا، ولهذا سَأَلَ الزَّمَخْشَريُّ (١) في قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ [لَهُ] (٢) كُفُوًا أَحَدٌ} (٣)، فقال ما نصُّه: فإن قلت: الكلامُ العربيُّ الفصيحُ أن يؤخَّر الظرفُ الذي هو آخِرٌ غيرُ مستَقَرٍّ، ولا يقدَّم، وقد نصَّ س على ذلك في "كتابه" (٤)، فما بالُه مقدَّمًا في أفصح كلامٍ وأَعْرَبِه؟

قلت: هذا الكلام إنما سبق (٥) لنفي المكافأة عن ذات البارئ سبحانه، وهذا المعنى مَصَبُّه ومركزُه هذا الظرفُ، فكان كذلك (٦) أهمَّ شيءٍ وأَعْناه، وأحقَّه بالتقديم وأَحْراه (٧).

ومضمر الشأن اسما انو إن وقع ... موهم ما استبان أنه امتنع

(خ ٢)

* كما يؤوَّل على ذلك مثلُ: كان زيدٌ قائمٌ، وقولُه (٨):

... كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ (٩)

ونحوُ:


(١) الكشاف ٤/ ٨١٨، ٨١٩.
(٢) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الآية الكريمة.
(٣) الإخلاص ٤.
(٤) ١/ ٥٥، ٥٦.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب ما في الكشاف: سيق.
(٦) كذا في المخطوطة، والصواب ما في الكشاف: لذلك.
(٧) الحاشية في: ٢٨.
(٨) هو العُجَير السَّلولي.
(٩) بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

إذا متُّ كان الناس صنفان شامتٌ ... وآخرُ مُثْنٍ بالذي كنت أصنعُ
ينظر: الديوان ٢٢٥، والكتاب ١/ ٧١، وأسرار العربية ١١٤، وشرح التسهيل ١/ ١٦٦، والتذييل والتكميل ٢/ ٢٨٢، ٤/ ٢٥٠، وتخليص الشواهد ٢٤٦، والمقاصد النحوية ٢/ ٦٣١، وخزانة الأدب ٩/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>