للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد التنوين، إلا أن هذا قياسٌ مرفوضٌ؛ لِمَا فيه من الذهاب عن الأصول، وهو أن يصير علمُ التأنيث حشوًا، وذلك محال.

ومِنْ هنا قال أصحابنا: إن ألف "دنياويّ" ليست ألفَ "دُنيا"، وإنه آثر مدة الكلمة في الإضافة، فزاد ألفًا، ثم أبدل الثانيةَ همزةً في التقدير، وإن لم يَخْرُج ذلك إلى اللفظ، ثم قال: دنياويّ، كما تقول: حمراويّ.

فوجب على من قال: مسلمينٌ أن يقول: مسلماتٌ، فتوافق من قال: مسلمون.

ع: سؤال: ما تقول في تنوين "هَيْهات"؟

الجواب: قال ع ث ج في س ص (١): من قال: هَيْهاة، فهو مفرد، كـ"عَلْقاة"، وحكمُه أن يقف بالهاء، كما في "عَلْقاة"، وهو معرفة، ومن قال: هَيْهاةً، فكأنه قال: البُعْدَ، فهو معرفة، ومن أراد الجمع قال: هَيْهات، بالكسر؛ لأن الكسرة في هذا النوع بإزاء الفتحة في المفرد، ولم ينوِّن إن أراد المعرفةَ، ونوَّن إن أراد النكرةَ، والتنوينُ عنده تنوينُ تنكيرٍ، كتنوين المفرد، وهو هَيْهاةً، وكتنوين: صَهٍ، ومَهٍ، ومن زعم في "هَيْهات" أنها ظرف، سواء كُسِرت أو فُتِحت، وأنها معربة، وإذا (٢) نوَّنها كان التنوين عنده للمقابلة لا للتنكير.

ع: لأنه لا يَلْحق إلا المعرباتِ.

وكأنه إذا قيل: هيهات زيدٌ؛ فكأنَّ الأصل عندهم: زيدٌ في البُعْد، على التقديم والتأخير، أو "زيدًا" (٣) فاعلٌ على رأي أبي الحَسَن والكوفيين (٤). انتهى.

قال أبو الفَتْح: أخبرنا بذلك أبو عَلِيٍّ في "المسائل المُصْلَحةِ من كتاب أبي إِسْحاقَ" (٥) (٦).

وجُرَّ بالفتحة ما لا ينصرف ... ما لم يُضَف أو يكُ بعد أل ردف


(١) سر صناعة الإعراب ٢/ ٤٩٩، ٥٠٠.
(٢) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: فإذا.
(٣) كذا في المخطوطة مضبوطًا، ولعله معطوف على اسم "كأنَّ".
(٤) ينظر: الإنصاف ١/ ٤٤، والتبيين ٢٣٣، وائتلاف النصرة ٩١.
(٥) الإغفال ٢/ ٤٧٧.
(٦) الحاشية في: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>