للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قال صاحبُ "الكفاية" (١): أصلُ البناءِ السكونُ، إلا إذا كان المبنيُّ مبتدأً به، أو التقى ساكنان، أو عَرَض البناءُ (٢).

ومنه ذو فتحٍ وذو كسر وضم ... كأينَ أمسِ حيثُ والساكنُ كم

(خ ١)

* وكلُّ ذلك خلافُ الأصلِ، وإنما ارتُكِب لعارضٍ؛ ألا ترى أنه لو بُنِي ما ذَكَر على السكون التقى ساكنان؟

ومن ثَمَّ رُدَّ على من قال في: {الم} (٣): إنه مبنيٌّ؛ لعدم المقتَضِي، وهو التركيبُ؛ وقيل: إنه موصولٌ بنية الوقف، وهو معربٌ في التقدير؛ لأنه لم يثبتْ لنا مبنيٌّ على السكون يؤدِّي فيه الحال إلى التقاء ساكنين، وثَبَتَ اجتماعُ ساكنين في الوقف، وإجراءُ الموصول مُجرى الوقف (٤).

(خ ٢)

* «أَمْسِ» إذا استُعمل ظرفًا فهو مكسورٌ عند جميع العرب، ثم قال الجمهور: بناءٌ، وقال الخليلُ (٥): يجوز أن يكون قولُك: لقيته أمسِ، بتقدير: لقيته بالأمس، فحَذَف الحرفين، وزعم قومٌ منهم الكِسَائيُّ (٦) أنه ليس معربًا ولا مبنيًّا، بل محكيٌّ، وأنه سُمِّي بفعل الأمر من المساء، كما قال (٧):


(١) ينظر: النهاية في شرح الكفاية ١/ ١٢٣ - ١٢٦.
(٢) الحاشية في: ٣٢.
(٣) وردت في عدة مواضع في القرآن، أولها: البقرة ١.
(٤) الحاشية في: ٢/ب.
(٥) ينظر: الكتاب ٢/ ١٦٢، ١٦٣. والخليل هو ابن أحمد، الأزدي الفراهيدي، أبو عبدالرحمن، رأس الطبقة الثالثة البصرية، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، وأخذ عنه سيبويه، توفي سنة ١٧٥، وقيل غير ذلك. ينظر: نزهة الألباء ٤٥، ومعجم الأدباء ٣/ ١٢٦٠، وإنباه الرواة ١/ ٣٧٦، وبغية الوعاة ١/ ٥٥٧.
(٦) ينظر: التفسير البسيط ١٧/ ٣٥٩، والتذييل والتكميل ٨/ ١٦، وارتشاف الضرب ٣/ ١٤٢٧.
(٧) لم أقف له على نسبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>