للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قولُه: «قد يُؤَمّْ»: "قد" للتقليل. قال س (١) في باب عِدَّةُ ما يكون عليه الكَلِمُ: وأما "قد" فجوابٌ لقوله: لمَّا يفعل، فتقول: قد فَعَلَ. ثم قال: وتكون "قد" بمنزلة "رُبَّما"، قال الهُذَليُّ (٢):

قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ ... كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ (٣)

كأنه قال: رُبَّما. هذا نصُّه.

فاختلف الناس في فهم هذا، فقال المصنِّف (٤): إطلاقُه القولَ بأنها بمنزلة "رُبَّما" موجبٌ للتسوية بينهما في التقليل والصرفِ إلى المضي. وقال بعض الناس (٥): لم يبيِّن س الجهةَ التي فيها "قد" بمنزلة "رُبَّما"، وعدمُ التبيين لا يدل على التسوية في الأحكام، بل ... (٦) على نقيض ما زعم (٧)، وهو أن "قد" ... (٨) الإنسان لا يفخر بشيءٍ يقعُ منه على سبيل التقليل والندرة، وإنما يفخر بما يقع منه (٩) كثيرًا.

ع: "قد" تكون ... (١٠) فتكون ... (١١) وقد تخلو من التقليل، فتكون للتحقيق،


(١) الكتاب ٤/ ٢٢٣، ٢٢٤.
(٢) لم أقف على تسميته، ونسب إلى عَبِيد بن الأبرص الأسدي.
(٣) بيت من البسيط. القِرْن: المِثْل في الشجاعة، ومصفرًّا أنامله: أي: أتركه ينزف دمًا حتى تصفر أصابعه، ومُجَّت: دُمِيت وصُبِغت، والفرصاد: التوت. ينظر: ديوان عَبِيد ٤٩، والمقتضب ١/ ٤٣، وكتاب الشعر ٢/ ٣٩١، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٢٤، ومغني اللبيب ٢٣١، وخزانة الأدب ١١/ ٢٥٣.
(٤) شرح التسهيل ١/ ٢٩.
(٥) هو أبو حيان في التذييل والتكميل ١/ ١٠٧.
(٦) موضع النقط مقدار كلمتين انطمستا في المخطوطة.
(٧) أي: ابن مالك.
(٨) موضع النقط مقدار سطر انطمس في المخطوطة.
(٩) انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(١٠) موضع النقط مقدار كلمتين انطمست أولاهما في المخطوطة، ولم أتبيَّن الثانية، ورسمها: نظيره.
(١١) موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انطمست في المخطوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>