للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اجتماعَ الساكنين من غير أن يكون الثاني مدغمًّا، وحَكَوا من ذلك: «الْتَقَتْ حلقتَا البِطَانِ» (١)، فأجازوا على ذلك: اضرِبانخفـ زيدًا، واضربُونخفـ زيدًا.

وبخطِّه أيضًا:

ابنُ البَيْذِشِ (٢) رحمه الله: النونُ الخفيفة على حيالها غيرُ مخففةٍ من الثقيلة عند البصريين (٣)، واستَدل سِيبَوَيْهِ (٤) رحمه الله على ذلك بأنها تُحذف وتُبدل، فلو كانت مخففةً منها ثبتتْ ثبوتَها في الوقف، ولم تُحذف ولم تُبدل، والكوفيون (٥) يجعلونها مخففةً منها (٦).

(خ ٢)

* في "الخَصَائِص" (٧) أن يُونُسَ (٨) يُلحق النونَ الخفيفة بعد الألف، فيجمعُ بين ساكنين في الوصل، فيقول: اضربْنانْ زيدًا، واضربانْ بكرًا، مِنْ قِبَلِ أن الألف إذا أُشبع مَدُّها صار ذلك كالحركة؛ أَلَا ترى إلى اطراد: شابَّة، و: دابَّة؟

فإن قلت: إنما ذلك؛ لأن الحرف المدغم خَفِيٌّ، فنَبَا اللسان عنه وعن الألف نبوةً واحدةً.


(١) مَثَلٌ يضرب للأمر يبلغ الغاية في الشدة والصعوبة، والبِطَان: الحزام الذي يُجعل تحت بطن البعير، وفيه حلقتان، فإذا التقتا فقد بلغ الشَّدُّ غايته. ينظر: جمهرة الأمثال ١/ ١٨٨، ومجمع الأمثال ٢/ ١٨٦، والمستقصى ١/ ٣٠٦.
(٢) لم أقف على كلامه.
(٣) ينظر: الكتاب ٣/ ٥٢٤، والإنصاف ٢/ ٥٣٨، وشرح التسهيل ١/ ٢٥.
(٤) الكتاب ٣/ ٥٢٤، ٥٢٥.
(٥) ينظر: الإنصاف ٢/ ٥٣٦، واللباب ٢/ ٦٧.
(٦) الحاشية في: ٢٨/أ.
(٧) ١/ ٩٣، ٩٤، ٩٠.
(٨) ينظر: الكتاب ٣/ ٥٢٧، والمقتضب ٣/ ٢٤، والأصول ٢/ ٢٠٣، وإعراب القرآن للنحاس ٢/ ٤٢، والحجة ١/ ٩٠، واللباب ٢/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>