للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال (١):

كَيْفَ أصبحتَ؟ كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟ مِمَّا ... يَغْرِسُ الوُدَّ فِي فُؤَادِ الكَرِيمِ (٢)

يريد: قولُ: كيف أصبحتَ؟ و: كيف أمسيتَ؟ (٣)

(خ ٢)

* حَذَفَ مِنْ كلٍّ من اثنين (٤) ما أثبت في الآخر، والأصل: والفاءُ قد تُحذف مع ما عَطَفَتْ إذ لا لبسَ، والواوُ قد تُحذف مع ما عَطَفَتْ إذ لا لبسَ، لا بدَّ من ذلك؛ لأن قوله: «والواوُ» لا بدَّ له من خبر، فهو مثلُ: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} (٥)، والظرفُ لا يكون معمولًا لعاملين، والحذفُ في مسألة الفاء ليس عامًّا في اللبس وغيرِه، فوجب تقديرُ الظرف (٦).

* ز (٧): فإن قلت: لِمَ لا قيل (٨): فضَرَبَ، فانبجست؟

قلت: لعدم اللبس، ولِيُجعَلَ الانبجاسُ مسبَّبًا عن الإيحاء بضرب الحجر؛ للدلالة على أن الموحَى إليه لم يتوقَّف عن إيقاع الأمر، وأنه من انتفاء الشك عنه بحيث لا حاجةَ إلى الإفصاح به (٩).


(١) أنشده أبو زيد، ولم أقف له على نسبة.
(٢) بيت من الخفيف. ينظر: الخصائص ١/ ٢٩١، وديوان المعاني ٢/ ٢٢٥، ونتائج الفكر ٢٠٧، وضرائر الشعر ١٦١، وشرح التسهيل ٣/ ٣٨٠.
(٣) الحاشية في: ٢٤/ب مع وجه الورقة الملحقة بين ٢٤/ب و ٢٥/أ.
(٤) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: الاثنين.
(٥) الرعد ٣٥.
(٦) الحاشية في: ١١٨.
(٧) يريد: الزمخشري في الكشاف ٢/ ١٦٩.
(٨) أي: في قوله تعالى في سورة الأعراف ١٦٠: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}.
(٩) الحاشية في: ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>