للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* ابنُ إِيَازَ (١): وقولُه (٢): "لكنْ" للاستدراك بعد الجَحْد مذهبٌ بصريٌّ (٣)، وإنما اشتُرط ذلك فيها؛ لأن معناها الاستدراك، فلا بدَّ من مخالفة ما بعدها لِمَا قبلها، ولهذا قُدِّرت "إِلَّا" في الاستثناء المنقطع بها، وأجاز الكوفيُّ (٤) العطفَ بها في الإيجاب؛ قياسًا على "بَلْ".

ثم قال: وهاهنا تنبيهان (٥): الأول: أن الاستدراك هو المعنى اللازم لها، والعطفُ يفارقها؛ أَلَا تراها عند دخول الواو متمحِّضةً للاستدراك؟ (٦)

* [«"لكنْ"»]: قال ابنُ خَرُوفٍ في "شرح الجُمَل" (٧): ولا تُستعمل إلا بعد نفيٍ، وما بعدها موجبٌ، قال س (٨): وأما "لكنْ" فيوجَب بها بعد نفيٍ، فإن وقعت بعد إيجابٍ لم يكن ما بعدها إلا كلامًا تامًّا مضادًّا لِمَا قبلها، نحو: قام زيدٌ لكنْ عمرٌو قاعدٌ، و: لكنْ عمرٌو قعد.

وغَفَل أبو القاسِم (٩) عن قوله: مضادًّا لِمَا قبلها، وهو مرادُه، وتمثيلُه يدلُّ عليه (١٠).

* ابنُ خَرُوفٍ في "شرح كتاب الجُمَل" (١١): وأما "لكنْ" فما أظنُّك يا نحويُّ


(١) المحصول في شرح الفصول ٦٨٠.
(٢) أي: ابن معطي في: الفصول الخمسون ٢٣٧.
(٣) ينظر: الإنصاف ٢/ ٣٩٦، والتذييل والتكميل ١٣/ ١٥٦.
(٤) ينظر: الإنصاف ٢/ ٣٩٦، والتذييل والتكميل ١٣/ ١٥٦.
(٥) كذا في المخطوطة، وهي في المحصول ثلاثة، اكتفى ابن هشام هنا بالأول منها.
(٦) الحاشية في: ١١٥.
(٧) ١/ ٣٢٤.
(٨) الكتاب ٤/ ٢٣٢.
(٩) قال في الجمل ٣٢: فإن جئت بعدها بكلام قائم بنفسه جاز، كقولك: خرج محمد لكن عبدالله مقيم، وانطلق أخوك لكن زيد مقيم، وما أشبهه.
(١٠) الحاشية في: ١١٥.
(١١) ١/ ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>