للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مختلفَيْن (١).

* مثَّل في "الخَصَائِص" (٢) التأكيدَ اللفظيَّ بقولهم: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر.

وأقول: إن التمثيل في الأول، فأما الثاني فممَّا يُتَعَبَّدُ به (٣).

* قال الناظمُ (٤): تُفصَل الجملة من الجملة بالعاطف في مثل: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} (٥)، إن لم يُلبِس، نحو: قام زيدٌ قام زيدٌ، وضربت زيدًا ضربت زيدًا.

ع: وعندي أن الآية الكريمة حَمْلُها على خلاف التأكيد واجبٌ؛ لأنهم يعلمون علمًا بعد علمٍ، وأن هذا من مواضع الإلباس لو كان ثَمَّ قد أُريدَ التأكيدُ، فهنا كان يمتنع العاطفُ.

وقد يقال: إن أَوْلى من هذا: التمثيلُ بقوله تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} (٦).

فا (٧) قلت: إذا عُطف؛ فأين التأكيد؛ إنما يصير عطفًا؟

قلت: وكذا نقول، وهذا كما نقول: إذا تعدَّدت الصفاتُ جاز لك أن تأتي بها بعطفٍ وبغير عطفٍ، ولا نريد أنها تبقى (٨) صفةً مع العاطف، وكذلك أيضًا نقول في باب بدل الغَلَط إذا قيل: جاءني زيدٌ حمارٌ، ونظيرُه: قولُنا في نحو: قاما وقعد أخواك، وقام وقعدا أخواك: إنه من التنازع، وهذا -والحالةُ هذه- لا تنازعَ فيه، إنما كان التنازع


(١) الحاشية في: ١٠٧ مع ١٠٦.
(٢) ٣/ ١٠٤.
(٣) الحاشية في: ١٠٧، وهي مكررة عن أول الحاشية السابقة.
(٤) شرح التسهيل ٣/ ٣٠٥.
(٥) النبأ ٤، ٥.
(٦) التكاثر ٦، ٧.
(٧) كذا في المخطوطة، والصواب: فإن.
(٨) مكررة في المخطوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>