للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَعَمْ، ويُعكَس هذا (١).

وذكر ابنُه (٢) أن الأكثر في الحرف الجوابي أن يؤكَّد بمرادفه، كقوله: أَجَلْ جَيْرِ، ولا أدري ما سبب هذا، ولا من أين تَلَقَّفه؟

وإن كان غير جوابيٍّ فلا بدَّ -في الغالب- من الفصل بين المؤكَّد والتأكيد بفاصلٍ، فإن كان اسمًا مضمرًا وجب عَمْدُ التأكيد به، نحو: {أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} (٣)، وإن كان ظاهرًا عُمِدَ به أو بضميره، نحو: إنَّ زيدًا إنَّه فاضل، وإنَّ زيدًا إنَّ زيد (٤) فاضل، وليس هذا أحسنَ ولا أكثرَ من العَمْد بالضمير، كما يوهمه قولُ ابنِ المؤلِّف (٥): ويجوز أن يُؤتى بالضمير، ولا ممتنعًا، كما يوهمه قولُ ابن (٦) الناظم نفسِه (٧):

«إِلَّا مع اللفظ الذي به وُصِلْ»

وإن كان الفاصلُ سكتةً أو جملةَ اعتراضٍ أو عاطف (٨) فلا شيءَ يُعَاد مع المؤكِّد، فالأول: كقوله (٩):

... ... فَمَا


(١) فيقال: نَعَمْ نَعَمْ قام زيدٌ.
(٢) شرح الألفية ٣٦٣.
(٣) المؤمنون ٣٥.
(٤) كذا في المخطوطة، والوجه: زيدًا.
(٥) شرح الألفية ٣٦٣، وعبارته: فإن شئت قلت: إنَّ زيدًا إنَّه فاضل، وفي الدار فيها زيدٌ، فتعملُ الحرفَ المؤكِّد بضمير ما اتصل به المؤكَّدُ؛ لأنه بمعناه.
(٦) كذا في المخطوطة، والصواب بحذفها.
(٧) في البيت التالي.
(٨) كذا في المخطوطة، والوجه: عاطفًا.
(٩) لم أقف له على نسبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>