للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ترتيب الشرط على الجزاء.

كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (١)، (٢).

قال ابن القيم: "وبالجملة فالقرآن من أوله إلى آخره صريحٌ في ترتيب الجزاء بالخير والشر، والأحكام الكونية والأمرية على الأسباب، بل ترتيب أحكام الدنيا والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الأسباب والأعمال" (٣).

- الأدلة من السُّنَّة:

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإنَّ الله - عز وجل - ينورها لهم بصلاتي عليهم» (٤).

- وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني عام حجَّة الوداع من وجعٍ اشتدَّ بي فقلتُ: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مالٍ ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: «لا» فقلت: بالشطر فقال: «لا» ثم قال: «الثلث والثلث كبير أو كثير، إنَّك أن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرت بها حتى ما تجعلُ في فيِّ امرأتك» فقلت يا رسول الله: أُخَلَّف بعد أصحابي؟ قال: «إنَّك لن تُخلَّف فتعمل عملًا صالحًا إلا ازددتَ به درجةً ورفعة، ثم لعلَّك أن تُخلَّف حتى ينتفع بك أقوامٌ ويضرّ بك آخرون ... » (٥).


(١) سورة الأنفال: ٢٩.
(٢) ينظر: شفاء العليل ١/ ١٨٨ - ١٨٩.
(٣) الداء والدواء، ص ٣٤.
(٤) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر، ٣/ ٥٦، رقم ٢٢٥٩.
(٥) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب رثاء النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن خولة، ١/ ٣٩٩، رقم ١٢٩٥.

<<  <   >  >>