للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(عَنْ مَسْرُوقٍ) هو ابن الأجدع (عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ يَهُودِيَّةً) قال الحافظ العسقلاني: لم أقف على اسمها (١) (دَخَلَتْ عَلَيْهَا) أي: على عائشة - رضي الله عنها - (فَذَكَرَتْ) تلك اليهودية (عَذَابَ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ لَهَا) أي: لعائشة - رضي الله عنها - (أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ) - رضي الله عنها - (رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ) أي: حق أو ثابت, بحذف الخبر. وفي رواية الحموي والمستملي: "عذاب القبر حق" بإثبات الخبر؛ لكن قال الحافظ العسقلاني: إنه ليس بجيد؛ لأن المصنف قال عقب هذه الطريق: "زاد غندر: عذاب القبر حق". فبين أن لفظة "حق" ليست في رواية عبدان عن أبيه عن شعبة, وأنها ثابتة في رواية غندر يعني عن شعبة وهو كذلك. وقد أخرج طريق غندر النسائي والإسماعيلي كذلك (٢) , وكذلك أخرجه أبو داود الطياليسي في مسنده (٣) عن شعبة، (٤).

وتعقبه العيني بأن قوله: " زاد غندر: عذاب القبر حق" ليس بموجود في كثير من النسخ، وإنما في رواية أبي ذر، ولئن سلمنا وجوده فلا نسلم أنه يستلزم حذف الخبر، مع أن الأصل ذكر الخبر،

وكيف ينفي الجودة من رواية المستملي مع كونها على الأصل؟ فماذا يلزم من المحذور إذا ذكر الخبر في الروايات كلها (٥). انتهى. وفيه تأمل.

(قَالَتْ عَائِشَةُ) - رضي الله عنها - (فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدُ) مبني على الضم، أي: بعد سؤالي إياه - صلى الله عليه وسلم - (صَلَّى صَلَاةً إِلَاّ تَعَوَّذَ) فيها (مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ) وزاد أبو ذر هنا قوله: (زَادَ غُنْدَرٌ: عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ) ففي هذا الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - أقر اليهودية على أن عذاب القبر حق، وقد وقع في رواية أبي وائل عن مسروق عند البخاري في الدعوات: "دخل عجوزان من عجز يهود


(١) فتح الباري (٣/ ٢٣٥).
(٢) السنن الصغرى للنسائي (٣/ ٥٦) (١٣٠٨).
(٣) مسند أبي داود الطيالسي، مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (٣/ ٣٥) (١٥١٤).
(٤) فتح الباري (٣/ ٢٣٦).
(٥) عمدة القاري (٨/ ٢٠٣).